وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال اللهم إن عمرو بن العاص هجاني قد علم أني لست بشاعر فالعنه اللهم واهجه عدد ما هجاني فلعنه وقد كان إلى الإسلام والدين والإيمان مآله وانتصف بقوله عدد ما هجاني ولم يزد ليعلم العدل والإنصاف والانتصاف وأضاف الهجو إلى الباري سبحانه وتعالى في باب الجزاء دون الابتداء بالوصف له بذلك كما يضاف إليه الاستهزاء والمكر والكيد سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا وفي صحيح مسلم لعن المؤمن كقتله وكذلك إن كان ذميا يجوز إصغاره فكذلك لعنه تركيب وهي المسألة الثانية فأما العاصي المعين فلا يجوز لعنه اتفاقا لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جيء إليه بشارب خمر مرارا فقال بعض من حضره ما له لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم فجعل له حرمة الأخوة وهذا يوجب الشفقة وهذا حديث صحيح وأما لعن العاصي مطلقا وهي المسألة الثالثة فيجوز إجماعا لما روي في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده
(٧٥)