الثاني قال مجاهد نزلت في قوم خرجوا من [أهل] مكة حتى أتوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون فارتدوا واستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في الرجوع إلى مكة ليأتوا ببضائع فاختلف فيهم المؤمنون ففرقة تقول إنهم منافقون وفرقة تقول هم مؤمنون فبين الله سبحانه وتعالى نفاقهم الثالث قال ابن عباس نزلت في قوم كانوا بمكة فتكلموا بالإسلام وكانوا يظاهرون المشركين فخرجوا من مكة يطلبون حاجة وإن المؤمنين لما أخبروا بهم قالت فئة اخرجوا إلى هؤلاء الجبناء فاقتلوهم وقالت أخرى قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به الرابع قال السدي كان ناس من المنافقين إذا أرادوا أن يخرجوا من المدينة قالوا أصابتنا أوجاع بالمدينة فلعلنا نخرج إلى الظهر حتى نتماثل ونرجع فانطلقوا فاختلف فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالت طائفة أعداء الله منافقون وقال آخرون بل إخواننا غمتهم المدينة فاجتووها فإذا برئوا رجعوا فنزلت فيهم الآية الخامس قال ابن زيد نزلت في ابن أبي حين تكلم في عائشة واختار الطبري من هذه الأقوال قول من قال إنها نزلت في أهل مكة لقوله تعالى (* (فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله) *) والصحيح ما رواه زيد وقوله حتى يهاجروا في سبيل الله يعني حتى يهجروا الأهل والولد والمال ويجاهدوا في سبيل الله المسألة الثانية أخبر الله سبحانه وتعالى أن الله رد المنافقين إلى الكفر وهو الإركاس وهو عبارة عن الرجوع إلى الحالة المكروهة كما قال في الروثة إنها رجس أي رجعت إلى حالة مكروهة فنهى الله سبحانه وتعالى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يتعلقوا فيهم بظاهر
(٥٩٤)