الإيمان إذا كان أمرهم في الباطن على الكفر وأمرهم بقتلهم حيث وجدوهم وأينما ثقفوهم وفي هذا دليل على أن الزنديق يقتل ولا يستتاب لقوله تعالى (* (ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا) *) فإن قيل معناه ما داموا على حالهم قلنا كذلك نقول وهذه حالة دائمة لا تذهب عنهم أبدا لأن من أسر الكفر وأظهر الإيمان فعثر عليه كيف تصح توبته المسألة الثالثة قوله تعالى (* (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) *)) المعنى إلا من انضاف منهم إلى طائفة بينكم وبينهم عهد فلا تعرضوا لهم فإنهم على عهدهم ثم نسخت العهود فانتسخ هذا وقد بيناه في القسم الثاني بإيضاحه وبسطه المسألة الرابعة قوله تعالى (* (أو جاؤوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم) *)) هؤلاء قوم جاؤوا وقالوا لا نريد أن نقاتل معكم ولا نقاتل عليكم ويحتمل أن يكونوا معاهدين على ذلك وهو نوع من العهد وقالوا لا نسلم ولا نقاتل فيحتمل أن يقبل ذلك منهم في أول الإسلام تألفا حتى يفتح الله قلوبهم للتقوى ويشرحها للإسلام والأول أظهر ومثله الآية التي بعدها وقد بسطناها بسطا عظيما في كتاب أنوار الفجر بأخبارها ومتعلقاتها في نحو من مائة ورقة الآية الخامسة والأربعون قوله تعالى (* (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) *
(٥٩٥)