وقد روى البخاري عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث ثم قال ومنهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم نجد له ما نكفنه فيه إلا نمرة كنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطينا بها رجليه بدا رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم غطوا بها رأسه واجعلوا عليه من الإذخر فبدأ بالكفن على كل شيء وروى الأئمة عن جابر أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك دينا فلما حضر جداد النخل أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينا وإني أحب أن يراك الغرماء قال اذهب فبيدر كل تمرة على حدة ففعلت فلما دعوته وحضر عندي ونظروا إليه كأنما أغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدرا فجلس عليه وقال ادع أصحابك فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة والدي فقدم الدين على الميراث وروى البخاري عن سلمة بن الأكوع قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتي بجنازة فقالوا صل عليها فقال هل عليه دين قالوا لا فصلى عليه ثم أتي بجنازة أخرى فقالوا يا رسول الله صل عليها فقال هل عليه دين قالوا نعم قال فهل ترك شيئا قالوا ثلاثة دنانير فصلى عليه ثم أتى بالثالثة فقالوا صل عليها فقال هل ترك شيئا قالوا لا قال أعليه دين قالوا ثلاثة دنانير
(٤٤٤)