ص (35 - 32)) إنما هو في العراب وقيل وصفها بالصفون والجودة ليجمع لها بين الوصفين المحمودين واقفة وجارية يعنى إذا وقفت كانت ساكنة مطمئنة في مواقفها وإذا جرت كانت سراعا خفافا في جريها وقيل الجياد الطوال الأعناق من الجيد وروى أن سليمان عليه السلام غزا أهل دمشق ونصيبين فأصاب ألف فرس وقيل ورثها من أبيه وأصابها أبوه من العمالقة وقيل خرجت من البحر لها أجنحة فقعد يوما بعد ما صلى الظهر على كرسيه واستعرضها فلم تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس وغفل عن العصر وكانت فرضا عليه فاغتم لما فاته فاستردها وعقرها تقربا لله فبقى مائة فما في أيدي الناس من الجياد فمن نسلها وقيل لما عقرها أبدله الله خيرا منها وهى الريح تجرى بأمره * (فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي) * أي آثرت حب الخيل عن ذكر ربى كذا عن الزجاج فأحببت بمعنى آثرت كقوله تعالى فاستحبوا العمى على الهدى وعن بمعنى على وسمى الخيل خيرا كأنها نفس الخير لتعلق الخير بها كما قال عليه السلام الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة وقال أبو علي أحببت بمعنى جلست من أحباب البعير وهو بروكه حب الخير أي المال مفعول له مضاف إلى المفعول * (حتى توارت) * الشمس * (بالحجاب) * والذي دل على أن الضمير للشمس مرور ذكر العشى ولا بد للضمير من جرى ذكر أو دليل ذكر أوالضمير للصافنات أي حتى توارت بحجاب الليل يعنى الظلام * (ردوها علي) * أي قال للملائكة ردوا الشمس على لأصلى العصر فردت الشمس له وصلى العصر أو ردوا الصافنات * (فطفق مسحا بالسوق والأعناق) * فجعل يمسح مسحا أي يمسح السيف بسوقها وهى جمع ساق كدار ودور وأعناقها يعنى يقطعها لأنها منعته عن الصلاة تقول مسح علاوته إذا ضرب عنقه ومسح السفر الكتاب إذا قطع أطرافه بسيفه وقيل إنما فعل ذلك كفارة لها أو شكرا لرد الشمس وكانت الخيل مأكولة في شريعته فلم يكن إتلافا وقيل مسحها بيده استحسانا لها وإعجابا بها * (ولقد فتنا سليمان) * ابتليناه * (وألقينا على كرسيه) * سرير ملكه جسدا ثم أناب رجع الله قيل فتن سليمان بعد ما مالك عشرين سنة وملك بعد الفتنة عشرين سنة وكان من فتنة أنه ولد له ابن فقالت الشياطين إن عاش لم ننفك من السخرة فسبيلنا أن نقتله أو نخله فعلم ذلك سليمان عليه السلام فكان يغذوه في السحابة خوفا من مضرة الشياطين فألقى ولده ميتا على كرسية فتنبه على زلته في أن لم يتوكل فيه على ربه وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سليمان لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كل واحدة منهن تأتى بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل فجىء به على كرسيه فوضع في حجرة فوالذي نفس محمد بيده لو قال أن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون وأما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان عليه السلام فمن أباطيل اليهود قال رب اغفر لي وهب لي ملكا قدم الاستغفار على استيهاب الملك جريا على عادة الأنبياء
(٣٩)