تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣٣
ص (10 - 6)) السواء فلا تمل كل الميل على قومك فقال عليه السلام ماذا يسألونني فقالوا ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك فقال عليه السلام أتعطونى كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم قالوا نعم وعشرا أي نعطيكها وعشر كلمات معها فقال قولوا لا إله إلا الله فقاموا وقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا أي أصير ان هذا الشئ عجاب أي بليغ في العجب وقيل العجيب ماله مثل والعجاب مالا مثل له * (وانطلق الملأ منهم أن امشوا) * وانطلق أشراف قريش عن مجلس أبي طالب بعد ما بكتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجواب العتيد قائلين بعضهم لبعض أن امشوا وأن بمعنى أي لأن المنطلقين عن مجلس التقاول لابد لهم من أن يتكلموا ويتفاوضوا فيما جرى لهم فكان انطلاقهم متضمنا معنى القول * (واصبروا على) * عبادة * (آلهتكم إن هذا) * الأمر * (لشيء يراد) * أي يريده الله تعالى ويحكم بامضائه فلا مرد له ولا ينفع فيه إلا الصبر أو أن هذا الأمر لشئ من نوائب الدهر يراد بنا فلا انفكاك لنا منه * (ما سمعنا بهذا) * التوحيد * (في الملة الآخرة) * في ملة عيسى التي هي آخر الملل لأن النصارى مثلثة غير موحدة أو في ملة قريش التي أدركنا عليها آباءنا * (إن هذا) * ما هذا * (إلا اختلاق) * كذب اختلقه محمد من تلقاء نفسه * (أأنزل عليه الذكر) * القرآن * (من بيننا) * أنكروا أن يختص بالشرف من بين أشرافهم وينزل عليه الكتاب من بينهم حسدا * (بل هم في شك من ذكري) * من القرآن * (بل لما يذوقوا عذاب) * بل لم يذوقوا عذابي بعد فإذا ذاقوه زال عنهم مابهم من الشك والحسد حينئذ أي أنهم لا يصدقون به إلا أن يمسهم العذاب فيصدقون حينئذ * (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب) * يعنى ما هم بمالكى خزائن الرحمة حتى يصيبوا بها من شاءوا ويصرفوها عمن شاءوا ويتخيروا للنبوة بعض صناديدهم ويترفعوا بها عن محمد وإنما الذي يملك الرحمة وخزائنها العزيز القاهر على خلقه الوهاب الكثير المواهب المصيب بها مواقعها الذي يقسمها على ما تقتضيه حكمته ثم رشح هذا المعنى فقال * (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما) * حتى يتكلموا في الأمور الربانية والتدابير الإلهية التي يختص بها رب العزة والكبرياء ثم تهكم بهم غاية التهكم فقال فإن كانوا يصلحون لتدبير الخلائق والتصرف في الرحمة * (فليرتقوا في الأسباب) * فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصل بها إلى السماء حتى يدبروا أمر العالم وملكوت الله وينزلوا الوحي إلى من يختارون ثم وعد نبيه عليه السلام النصرة عليهم بقوله * (جند) * مبتدأ * (ما) * صلة مقوية للنكرة المبتدأة * (هنالك) * إشارة إلى بدر ومصارعهم أو إلى حيث وضعوا فيه
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»