سبأ (18 - 15)) تقاربها وتضامها كأنها جنة واحدة كما تكون بساتين البلاد العامرة أو أراد بستاني كل رجل منهم عن يمين مسكنه وشماله * (كلوا من رزق ربكم واشكروا له) * حكاية لما قال أنبياء الله المبعوثون إليهم أو لما قال لهم لسان الجمال أو هم أحقاء بأن يقال لهم ذلك ولما أمرهم بذلك اتبعه قوله * (بلدة طيبة ورب غفور) * أي هذه البلدة التي فيها رزقكم بلدة طيبة وربكم الذي رزقكم وطلب شكركم رب غفور لمن شكره قال ابن عباس كانت سبأ على ثلاث فراسخ من صنعاء وكانت أخصب البلاد تخرج المرأة وعلى رأسها المكتل فتعمل بيدها وتسير بين تلك الشجر فيمتلىء المكتل مما يتساقط فيه من الثمر وطيبها ليس فيها بعوض ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية ومن يمر بها من الغرباء يموت قمله لطيب هوائها * (فأعرضوا) * عن دعوة أنبيائهم فكذبوهم وقالوا مانعرف لله علينا نعمة * (فأرسلنا عليهم سيل العرم) * أي المطر الشديد أو العرم اسم الوادي أو هو الجرذ الذي نقب عليهم السكر لما طغوا سلط الله عليهم الجرذ فنقبه من أسفله فغرقهم * (وبدلناهم بجنتيهم) * المذكورتين * (جنتين) * وتسمية البدل جنتين للمشاكلة وازدواج الكلام كقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها * (ذواتي أكل خمط) * الأكل الثمر يثقل ويخفف وهو قراءة نافع ومكى والخمط شجر الأراك وقيل كل شجر ذي شوك * (وأثل وشئ من سدر قليل) * الأثل شجر يشبه الطرفاء أعظم منه وأجود عودا ووجه من نون الاكل وهو غير أبى عمر وان أصله ذواتي أكل أكل خمط فحذف المضاف وأقيم امضاف إليه مقامه أو وصف الأكل بالخمط كأنه قيل ذواتي أكل بشع ووجه أبى عمرو ان أكل الخمط في معنى البرير وهو ثمر الأراك إذا كان غضا فكأنه قيل ذواتي برير والأثل والسدر معطوفان على أكل لا على خمط لأن الأثل لا أكل له وعن الحسن قلل السدر لأنه أكرم ما بدلوا لأنه يكون في الجنان * (ذلك جزيناهم بما كفروا) * أي جزيناهم ذلك بكفرهم فهو مفعول ثان مقدم * (وهل نجازي إلا الكفور) * كوفي غير أبى بكر وهل يجازى إلا الكفور غيرهم يعنى وهل نجازى مثل هذا الجزاء إلا م كفر النعمة ولم يشكرها أو كفر بالله أو هل يعاقب لأن الجزاء وان كان عاما يستعمل في معنى المعاقبة وفى معنى الإثابة لكن المراد الخاص وهو العقاب وعن الضحاك كانوا في الفترة التي بين عيسى ومحمد عليه السلام * (وجعلنا بينهم) * بين سبا * (وبين القرى التي باركنا فيها) * بالتوسعة على أهلها في النعم والمياه وهى قرى الشام * (قرى ظاهرة) * متواصلة يرى بعضها من بعض لتقاربها فهي ظاهرة لأعين الناظرين أو ظاهرة للسابلة لم تبعد عن مسالكهم
(٣٢٤)