تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٣
سبأ (15 - 13)) لا تنزل عنها لعظمها وقيل إنها باقية باليمين وقلنا لهم * (اعملوا آل داود شكرا) * أي ارحموا أهل البلاد واسألوا ربكم العافية عن الفضيل وشكرا مفعول له أو حال أي شاكرين أو اشكروا اشكر الأن اعملوا فيه معنى اشكروا من حيث إن العمل للمنعم شكر له أو مفعول به يعنى انا سخرنا لكم الجن يعملون لكم ما شئتم فاعملوا أنتم شكرا وسئل الجنيد عن الشكر فقال بذل المجهود بين يدي المعبود * (وقليل من عبادي) * بسكون الياء حمزة وغيره بفتحها * (الشكور) * المتوفر على أداء الشكر الباذل وسعه فيه قد شغل به قلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا أو اعترافا وكدحا وعن ابن عباس رضى اله عنه من يشكر على أحواله كلها وقيل من يشكر على الشكر وقيل من يرى عجزه عن الشكر وحكى عن داود عليه السلام أنه جزا ساعات اليل والنهار على أهله فلم تكن تأتى ساعة من الساعات إلا وانسان من آل داود قائم يصلى * (فلما قضينا عليه الموت) * أي على سليمان * (ما دلهم) * أي الجن وآل داود * (على موته إلا دابة الأرض) * أي الأرضة وهى دويبة يقال لها سرفة والأرض فعلها فأضيفت إليه يقال ارضت الخشبة أرضا إذا أكلتها الأرضة * (تأكل منسأته) * والعصا تسمى منسأة لأنه ينسا بها اى يطرد ومنساته بغير همز مدنى وأبو عمرو * (فلما خر) * سقط سليمان * (تبينت الجن) * علمت الجن كلهم علما بينا بعد التباس الأمر على عامتهم وضعفتهم * (أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا) * بعد موت سليمان * (في العذاب المهين) * وروى أن داود عليه السلام أسس بناء بيت المقدس في موضع فسطاط موسى عليه السلام فمات قبل أن يتمه فوصى به إلى سليمان فامر الشياطين باتمامه فلما بقي من عمره سنة سأل ربه أن يعمى عليهم موته حتى يفرغوا منه ولتبطل دعواهم علم الغيب وكان عمر سليمان ثلاثا وخمسين سنة ملك وهو ابن ثلاث عشر سنة فبقى في ملكه أربعين سنة وبتدأ بناء بيت المقدس لأربع مضين من ملكه وروى أن أفريدون جاء ليصعد كرسيه فلما دنا ضرب الأسدان ساقه فكسراها فلم يجسر أحد بعده أن يدنو منه * (لقد كان لسبأ) * بالصرف بتأويل الحي وبعدمه أبو عمر وبتأويل القبيلة * (في مسكنهم) * حمزة وحفص مسكنهم على وخلف وهو موضع سكناهم وهو بلدهم وأرضهم التي كانوا مقيمين فيها باليمن أو مسكن كل واحد منهم غيرهم مساكنهم * (آية) * اسم كان * (جنتان) * بدل من آية أو خبر مبتدأ محذوف تقديره الآية جنتان ومعنى كونهما آية ان أهلها لما أعرضوا عن شكر الله سلبهم الله النعمة ليعتبروا أو يتعظموا فلا يعودوا إلى ما كانوا عليه من الكفر وغمط العم أو جعلهما آية أي علامة دالة على قدرة الله واحسانه ووجوب شكره * (عن يمين وشمال) * أراد جماعتين من البساتين جماعة عن يمين بلدهم وأخرى عن شمالها وكل واحدة من الجماعتين في
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»