تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٣
النحل (20 _ 26)) يدعوهم الكفار * (من دون الله) * وبالتاء غير عاصم * (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات) * أي هم أموات * (غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون) * نفي عنهم خصائص الإلهية بنفي كونهم خالقين وأحياء لا يموتون وعالمين بوقت البعث وأثبت لهم صفات الخلق بأنهم مخلوقون أموات جاهلون بالبعث ومعنى أموات غير أحياء انهم لو كانوا آلهة على الحقيقة لكانوا أحياء غير أموات اي غير جائز عليها الموت وأمرهم بالعكس من ذلك والضمير في يبعثون للداعين أي لا يشعرون متى تبعث عبدتهم وفيه تهكم بالمشركين وأن آلهتم لا يعلمون وقت بعثهم فكيف يكون لهم وقت جزاء أعمالهم منهم على عبادتهم وفيه دلالة على أنه لا بد من البعث * (إلهكم إله واحد) * أي ثبت بما مر أن الإلهية لا تكون لغير الله وان معبودكم واحد * (فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة) * للوحدانية * (وهم مستكبرون) * عنها وعن الاقرار بها * (لا جرم) * حقا * (أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) * أي سرهم وعلانيتهم فيجازيهم وهو وعيد * (إنه لا يحب المستكبرين) * عن التوحيد يعنى المشركين * (وإذا قيل لهم) * لهؤلاء الكفار * (ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين) * ماذا منصوب بأنزل أي أي شيء أنزل ربكم أو مرفوع على الابتداء أي أي شيء انزله ربكم وأساطير خبر مبتدأ محذوف قيل هو قول المقتسمين الذين اقتسموا مداخل مكة ينفرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سألهم وفود الحاج عما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أساطير الأولين أي أحاديث الأولين واباطيلهم واحدتها أسطورة وإذا رأوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونهم بصدقه وانه نبي فهم الذين قالوا خيرا * (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم) * أي قالوا ذلك اضلالا للناس فحملوا أوزار إضلالهم كاملة وبعض أوزار من ضل بضلالهم وهو وزر الاضلال لأن المضل والضال شريكان واللام للتعليل * (بغير علم) * حال من المفعول أي يضلون من لا يعلم أنهم ضلال * (ألا ساء ما يزرون) * محل ما رفع * (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد) * أي من جهة
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»