تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١١٤
عما يصيب نفسه أي لا يختاروا بقاء أنفسهم على نفسه في الشدائد بل أمروا بأن يصحبوه في البأساء والضراء ويلقوا أنفسهم بين يديه في كل شدة * (ذلك) * النهى عن التخلف * (بأنهم) * بسبب أنهم * (لا يصيبهم ظمأ) * عطش * (ولا نصب) * تعب * (ولا مخمصة) * مجاعة * (في سبيل الله) * في الجهاد * (ولا يطؤون موطئا) * ولا يدوسون مكانا من أمكنة الكفار بحوافر خيولهم واخفاف وراحلهم وأرجلهم * (يغيظ الكفار) * يغضبهم ويضيق صدورهم * (ولا ينالون من عدو نيلا) * ولا يصيبون منهم إصابة بقتل أو أسر أو جرح أو كسر أو هزيمة * (إلا كتب لهم به عمل صالح) * عن ابن عباس رضي الله عنهما لكل روعة سبعون ألف حسنة يقال نال منه إذا رزأه ونقصه وهو عام في كل ما يسوءهم وفيه دليل على أن من قصد خيرا كان سعيه فيه مشكورا من قيام وقعود ومشى وكلام وغير ذلك وعلى أن المدد يشارك الجيش في الغنيمة بعد انقضاء الحرب لأن وطء ديارهم مما يغيظهم وقد أسهم النبي صلى الله عليه وسلم لابني عامر وقد قدما بعد تقضى الحرب والموطئ اما مصدر كالمورد و اما مكان فإن كان مكانا فمعنى يغيظ الكفار يغيطهم وطؤه * (إن الله لا يضيع أجر المحسنين) * أي أنهم محسنون والله لا يبطل ثوابهم * (ولا ينفقون نفقة) * في سبيل الله * (صغيرة) * ولو تمرة * (ولا كبيرة) * مثل ما أنفق عثمان رضي الله عنه في جيش العسرة * (ولا يقطعون واديا) * أي أرضا في ذهابهم ومجيئهم وهو كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذا للسيل وهو في الأصل فاعل من ودى إذا سال ومنه الودي وقد شاع في الاستعمال بمعنى الأرض * (إلا كتب لهم) * من الانفاق وقطع الوادي * (ليجزيهم الله) * متعلق بكتب أي أثبت في صحائفهم لأجل الجزاء * (أحسن ما كانوا يعملون) * أي يجزيهم على كل واحد جزاء أحسن عمل كان لهم فيلحق ما دونه به توفيرا لأجرهم * (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) * الام لتأكيد النفي أي أن نفير الكافة عن أوطانهم لطلب العلم غير صحيح للافضاء إلى المفسدة * (فلولا نفر) * فحين لم يكن نفير الكافة فهلا نفر * (من كل فرقة منهم طائفة) * أي من كل جماعة كثيرة جماعة قليلة منهم يكفونهم النفير * (ليتفقهوا في الدين) * ليتكلفوا الفقاهة فيه
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»