آل عمران (195 _ 199)) المؤكد يعنى إثابة أو تثويبا * (من عند الله) * لأن قوله لأكفرن عنهم ولأدخلنهم في معنى لأثيبنهم * (والله عنده حسن الثواب) * أي يختص به ولا يقدر عليه غيره وروى أن طائفة من المؤمنين قالوا أن أعداء الله فيما نرى من الخير وقد هلكنا من الجوع فنزل * (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) * والخطاب لكل أحد أو للنبي عليه السلام والمراد به غيره ولان مدره القوم ومقدمهم يخاطب بشئ فيقوم خطابه مقام خطابهم جميعا فكأنه قيل لا يغرنكم و لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان غير مغرور بحالهم فأكد عليه ما كان عليه وثبت على التزامه كقوله فلاتكونن ظهيرا للكافرين ولا تكونن من المشركين وهذا في النهى نظير قوله في الأمر اهدنا الصراط المستقيم يا أيها الذين آمنوا آمنوا * (متاع قليل) * خبر مبتدأ محذوف أي تقلبهم في البلاد متاع قليل و أراد قلته في جنب ما فاتهم من نعيم الآخرة أو في جنب ما أعد الله للمؤمنين من الثواب أو أراد أنه قليل في نفسه لانقضائه وكل زائل قليل * (ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) * وساء مامهدوا لأنفسهم * (لكن الذين اتقوا ربهم) * عن الشرك * (لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا) * النزل والنزل ما يقام للنازل وهو حال من جنات لتخصصها بالصفة والعامل اللام في لهم أو هو مصدر مؤكد كأنه قيل رزقا أو عطاء * (من عند الله) * صفة له * (وما عند الله) * من الكثير الدائم * (خير للأبرار) * مما يتقلب فيه الفجار من القليل الزائل لكن بالتشديد يزيد وهو للاستدراك أي لابقاء لتمتعهم لكن ذلك للذين اتقوا ونزلت في ابن سلام وغيره من مسلمى أهل الكتاب أو في أربعين من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم وكانوا على عيسى عليه السلام فأسلموا * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) * دخلت لام الابتداء على اسم إن لفصل الظرف بينهما * (وما أنزل إليكم) * من القرآن * (وما أنزل إليهم) * من الكتابين * (خاشعين لله) * حال من فاعل يؤمن لأن من يؤمن في معنى الجمع * (لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا) * كما يفعل من لم يسلم من أحبارهم وكبارهم وهو حال بعد حال أي غير مشترين * (أولئك لهم أجرهم عند ربهم) * أي ما يختص بهم الأجر وهو ما وعده
(٢٠٠)