تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٨٤
آل عمران (150 _ 152)) للمؤمنين عند الهزيمة ارجعوا إلى إخوانكم وادخلوا في دينهم * (بل الله مولاكم) * ناصركم فاستغنوا عن نصرة غيره * (وهو خير الناصرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) * الرعب شامي وعلى وهما لغتان قيل قذف الله في قلوب المشركين الخوف يوم أحد فانهزموا إلى مكة من غير سبب ولهم القوة والغلبة * (بما أشركوا بالله) * بسبب إشراكهم أي كان السبب في القاء الله الرعب في قلوبهم إشراكهم به * (ما لم ينزل به سلطانا) * آلهة لم ينزل الله باشراكها حجة ولم يرد أن هناك حجة إلا أنها تنزل عليهم لأن الشرك لا يستقيم أن تقوم عليه حجة و إنما المراد نفى الحجة ونزولها جميعا كقوله * ولا ترى الضب بها ينجحر * أي ليس بها ضب فينجحر ولم يعن أن بها ضبا ولا ينجحر * (ومأواهم) * مرجعهم * (النار وبئس مثوى الظالمين) * النار فالمخصوص بالذم محذوف ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إلى المدينة فالناس من أصحابه من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله النصر فنزل * (ولقد صدقكم الله وعده) * أي حقق * (إذ تحسونهم) * تقتلونهم قتلا ذريعا وعن ابن عيسى حسه أبطل حسه بالقتل * (بإذنه) * بأمره وعلمه * (حتى إذا فشلتم) * جبنتم * (وتنازعتم في الأمر) * أي اختلفتم * (وعصيتم) * أمر نبيكم بترككم المركز واشتغالكم بالغنيمة * (من بعد ما أراكم ما تحبون) * من الظفر وقهر الكفار ومتعلق إذا محذوف تقديره حتى إذا فشلتم منعكم نصره وجاز أن يكون المعنى صدقكم الله وعده إلى وقت فشلكم * (منكم من يريد الدنيا) * أي الغنيمة وهم الذين تركوا المركز لطلب الغنيمة وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل أحدا خلف ظهره واستقبل المدينة وأقام الرماة عند الجبل وأمرهم أن يثبتوا في مكانهم ولا يبرحوا كانت الدولة للمسلمين أو عليهم فلما أقبل المشركون جعل الرماة يرشقون خيلهم والباقون يضربونهم بالسيوف حتى انهزموا والمسلمون على آثارهم يقتلونهم حتى إذا فشلوا وتنازعوا فقال بعضهم قد انهزم المشركون فما موقفنا ههنا فأدخلوا عسكر المسلمين وخذوا الغنيمة مع إخوانكم وقال بعضهم لا تخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فممن ثبت مكانه عبد الله بن جبير أمير الرماة في نفر دون العشرة وهم المعنيون بقوله * (ومنكم من يريد الآخرة) * فكر المشركون على الرماة وقتلوا عبد الله بن
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»