تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٨٥
آل عمران (152 _ 154)) جبير واقبلوا على المسلمين حتى هزموهم وقتلوا من قتلوا وهو قوله * (ثم صرفكم عنهم) * أي كفك معونته عنكم فغلبوكم * (ليبتليكم) * ليمتحن صبركم على المصائب وثباتكم عندها وحقيقته ليعاملكم معاملة المختبر لأنه يجازى على ما يعمله العبد لا على ما يعلمه منه * (ولقد عفا عنكم) * حيث ندمتم على ما فرط منكم من عصيان رسول الله صلى الله عليه وسلم * (والله ذو فضل على المؤمنين) * بالعفو عنهم وقبول توبتهم أو هو متفضل عليهم في جميع الأحوال سواء أديل لهم أو أديل عليهم لأن الابتلاء رحمة كما أن النصرة رحمة * (إذ تصعدون) * تبالغون في الذهاب في صعيد الأرض والاصعاد الذهاب في صعيد الأرض أو الابعاد فيه وانتصب بصرفكم أو بقوله ليبتليكم أو باضمار اذكروا * (ولا تلوون على أحد) * ولا تلتفتون وهو عبارة عن غاية انهزامهم وخوف عدوهم * (والرسول يدعوكم) * يقول إلى عباد الله انا رسول الله من يكر فله الجنة والجملة في موضع الحال * (في أخراكم) * في ساقتكم وجماعتكم الأخرى وهى المتأخرة يقال جئت في آخر الناس وأخراهم كما تقول في أولهم وأولاهم بتأويل مقدمتهم وجماعتهم الأولى * (فأثابكم) * عطف على صرفكم أي فجازاكم الله * (غما) * حين صرفكم عنهم وابتلاكم * (بغم) * بسبب غم اذقتموه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعصيانكم امره أو غما مضاعفا غما بعد غم وغما متصلا بغم من الاغتمام بما أرجف به من قتل رسول الله عليه السلام والجرح والقتل وظفر المشركين وفوت الغنيمة والنصر * (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم) * لتتمرنوا على تجرع الغموم فلا تحزنوا فيما بعد على فائت من المنافع * (ولا ما أصابكم) * ولا على مصيب من المضار * (والله خبير بما تعملون) * عالم بعلمكم لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وهذا ترغيب في الطاعة وترهيب عن المعصية * (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) * ثم أنزل الله الأمن على المؤمنين وأزال عنهم الخوف الذي كان بهم حتى نعسوا وغلبهم النوم عن أبي طلحة غشينا النعاس ونحن في مصافنا فكان السيف يسقط من يد أحدنا فيأخذه ثم يسقط فيأخذه والأمنة الأمن ونعاسا بدل من أمنة أو هو مفعول وأمنة حال منه مقدمة عليه نحو رأيت راكبا رجلا والأصل أنزل عليكم نعاسا ذا أمنة إذ النعاس ليس هو الأمن ويجوز أن يكون أمنة مفعولا له أو حالا من المخاطبين بمعنى ذوى أمنه أو على أنه جمع آمن كبار وبررة * (يغشى) * يعنى النعاس تغشى بالتاء والإمالة حمزة وعلى أي الأمنة * (طائفة منكم) * هم أهل الصدق واليقين * (وطائفة) * هم المنافقون * (قد أهمتهم أنفسهم) * ما يهمهم إلا هم أنفسهم
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»