تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٧٩
آل عمران (133 _ 135)) والجنة الاقبال على ما يوصل إليها ثم قيل هي الصلوات الخمس أو التكبيرة الأولى أو الطاعة أو الإخلاص أو التوبة أو الجمعة والجماعات * (عرضها السماوات والأرض) * أي عرضها عرض السماوات والأرض كقوله عرضها كعرض السماء و الأرض والمراد وصفها بالسعة والبسط فشبهت بأوسع ما علمه الناس خلقه وأبسطه وخص العرض لأنه في العادة أدنى من الطول للمبالغة وعن ابن عباس رضي الله عنهما كسبع سماوات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض وما روى أن الجنة في السماء السابعة أو في السماء الرابعة فمعناه أنها في جهتها لا أنها فيها أو في بعضها كما يقا في الدار بستان و إن كان يريد عليها لأن المراد أن بابه إليها * (أعدت) * في موضع جر صفة لجنة أيضا أي جنة واسعة معدة * (للمتقين) * ودلت الآيتان على أن الجنة والنار مخلوقتان ثم المتقى من يتقى الشرك كما قال وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله أو من يتقى المعاصي فإن كان المراد الثاني فهي لهم بغير عقوبة و إن كان الأول فهي لهم أيضا في العاقبة ويوقف عليه إن جعل * (الذين ينفقون في السراء والضراء) * في حال اليسر والعسر مبتدأ وعطف عليه والذين إذا فعلوا فاحشة وجعل الخبر أولئك و إن جعل وصفا للمتقين وعطف عليه والذين إذا فعلوا فاحشة وجعل الخبر أولئك و إن جعل وصفا للمتقين وعطف عليه والذين إذا فعلوا فاحشة أي أعدت للمتقين والتائبين فلا وقف فإن قلت الآية تدل على أن الجنة معدة للمتقين والتائبين دون المصرين قلت جاز أن تكون معدة لهما ثم يدخلها بفضل الله وعفوه غيرها كما يقال أعدت هذه المائدة للأمير ثم قد يأكلها أتباعه ألا ترى أنه قال واتقوا النار التي أعدت للكافرين ثم قد يدخلها غير الكافرين بالاتفاق وافتتح بذكر الانفاق لأنه أشق شيء على النفس وأدله على الإخلاص ولأنه كان في ذلك الوقت أعظم الأعمال للحاجة إليه في مجاهدة العدو ومواساة فقراء المسلمين وقيل المراد الانفاق في جميع الأحوال لأنها لا تخلوا من حال مسرة ومضرة * (والكاظمين الغيظ) * والممسكين الغيظ عن الإمضاء يقال كظم القربة إذا ملأها وشدفاها ومنه كظم الغيظ وهو أن يمسك على ما في نفسه منه بالصبر ولا يظهر له أثرا والغيظ توقد حرارة القلب من الغضب وعن النبي عليه السلام من كظم غيظا وهو يقدر على انقاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا * (والعافين عن الناس) * أي إذا جنى عليهم أحد لم يؤاخذوه وروى ينادى مناد يوم القيامة أين الذين كان أجورهم على الله فلا يقوم إلا من عفا وعن ابن عيبنة أنه رواه للرشيد وقد غضب على رجل فخلاه * (والله يحب المحسنين) * اللام للجنس فيتناول كل محسن ويدخل تحته هؤلاء المذكورون أو للعهد فيكون إشارة إلى هؤلاء عن الثوري الإحسان أن تحسن إلى المسئ فإن الإحسان إلى المحسن متاجرة * (والذين إذا فعلوا فاحشة) * فعلة متزايدة
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»