تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٧٥
آل عمران (119 _ 121)) * (وتؤمنون بالكتاب كله) * للحال وانتصابها من لا يحبونكم أي لا يحبونكم والحال انكم تؤمنون بكتابهم كله وهم مع ذلك يبغضونكم فما بالكم تحبونهم وهم لا يؤمنون بشئ من كتابكم وفيه توبيخ شديد لأنهم في باطلهم أصلب منكم في حقكم وقيل الكتاب للجنس * (وإذا لقوكم قالوا آمنا) * أظهروا كلمة التوحيد * (وإذا خلوا) * فارقوكم أو خلا بعضهم ببعض * (عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) * يوصف المغتاظ والنادم بعض الأنامل والبنان والابهام * (قل موتوا بغيظكم) * دعاء عليهم بأن يزداد غيظهم حتى يهلكوا به والمراد بزيادة الغيظ زيادة ما يغيظهم من قوة الإسلام وعز أهله وما لهم في ذلك من الذل والخزي * (إن الله عليم بذات الصدور) * فهو يعلم ما في صدور المنافقين من الحنق والبغضاء وما يكون منهم في حال خلو بعضهم ببعض وهو داخل في جملة المقول أي أخبرهم بما يسرونه من عضهم الأنامل غيظا إذا خلوا وقل لهم إن الله عليم بما هو أخفى مما تسرونه بينكم وهو مضمرات الصدور فلا تظنوا أن شيئا من أسراركم يخفى عليه أو خارج عن المقول أي قل لهم ذلك يا محمد ولا تتعجب من اطلاعى إياك على ما يسرون فانى أعلم بما هو اخفى من ذلك وهو ما أضمروه في صدورهم * (إن تمسسكم حسنة) * رخاء وخصب وغنيمة ونصرة * (تسؤهم) * تحزنهم اصابتها * (وإن تصبكم سيئة) * اضداد ما ذكرنا والمس مستعار من الإصابة فكان المعنى واحدا ألا ترى إلى قوله تعالى * (إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة) * * (يفرحوا بها) * بإصابتها * (وإن تصبروا) * على عداوتهم * (وتتقوا) * ما نهيتم عنه من موالاتهم أو وان تصبروا على تكاليف الدين ومشاقه وتتقوا الله في اجتنابكم محارمه * (لا يضركم كيدهم شيئا) * مكرهم وكنتم في حفظ الله وهذا تعليم من الله وارشاد إلى أن يستعان على كيد العدو بالصبر والتقوى وقال الحكماء إذا أردت أن تكبت من يحسدك فازدد فضلا في نفسك لا يضركم مكي وبصرى ونافع من ضاره يضيره بمعنى ضره وهو واضح والمشكل قراءة غيرهم لأنه جواب الشرط وجواب الشرط مجزوم فكان ينبغي أن يكون بفتح الراء كقراءة المفصل عن عاصم إلا أن ضمة الراء لا تباع ضمة الضاد نحو مد يا هذا * (إن الله بما تعملون) * بالتاء سهل أي من الصبر والتقوى وغيرهما * (محيط) * ففاعل بكم ما أنتم أهله وبالياء غيره أي أنه عالم بما يعملون في عداوتكم فمعاقبهم عليه * (وإذ غدوت من أهلك) * واذكر يا محمد إذ خرجت غدوة من أهلك بالمدينة والمراد غدوه من حجرة عائشة رضي الله عنها إلى أحد
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»