في غيره، والجليل العظيم القدر ووصفه تعالى بذلك إما لخلقه الأشياء العظيمة المستدل بها عليه أو لأنه يجل عن الإحاطة به أو لأنه يجل أن يدرك بالحواس وموضوعه للجسم العظيم الغليظ ولمراعاة معنى الغلظ فيه قوبل بالدقيق، وقوبل العظيم بالصغير فقيل جليل ودقيق وعظيم وصغير. وقيل للبعير جليل وللشاة دقيق اعتبارا لأحدهما بالآخر فقيل ما له جليل ولا دقيق وما أجلني ولا أدقني أي ما أعطاني بعيرا ولا شاة، ثم صار مثلا في كل كبير وصغير، وخص الجلالة بالناقة الجسيمة والجلة بالمسان منها، والجلل كل شئ عظيم، وجللت كذا تناولت وتجللت البقر تناولت جلاله والجلل المتناول من البقر وعبر به عن الشئ الحقير وعلى ذلك قوله كل مصيبة بعده جلل، والجلل ما يغطى به الصحف ثم سميت الصحف مجلة.
وأما الجلجلة فحكاية الصوت وليس من ذلك الأصل في شئ، ومنه سحاب مجلجل أي مصوت، فأما سحاب مجلل فمن الأول كأنه يجلل الأرض بالماء والنبات.
جلب: أصل الجلب سوق الشئ يقال جلبت جلبا، قال الشاعر:
* وقد يجلب الشئ البعيد الجواب * وأجلبت عليه صحت عليه بقهر قال الله عز وجل:
(وأجلب عليهم بخيلك ورجلك) والجلب المنهي عنه في قوله: " لا جلب " قيل هو أن يجلب المصدق أغنام القوم عن مرعاها فيعدها، وقيل هو أن يأتي أحد المتسابقين بمن يجلب على فرسه وهو أن يزجره ويصيح به ليكون هو السابق. والجلبة قشرة تعلو الجرح وأجلب فيه والجلب سحابة رقيقة تشبه الجلبة، والجلابيب القمص والخمر الواحد جلباب.
جلت: قال تعالى: (ولما برزوا لجالوت وجنوده) وذلك أعجمي لا أصل له في العربية.
جلد: الجلد قشر البدن وجمعه جلود، قال الله تعالى: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) وقوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) والجلود عبارة عن الأبدان، والقلوب عن النفوس. وقوله عز وجل: (حتى إذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون - وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا) فقد قيل الجلود ههنا كناية عن الفروج. وجلده ضرب جلده نحو بطنه وظهره وضربه بالجلد نحو عصاه إذا ضربه بالعصا، وقال تعالى: (فاجلدوهم ثمانين جلدة) والجلد الجلد المنزوع عن الحوار وقد جلد جلدا فهو جلد وجليد أي قوى وأصله لاكتساب الجلد قوة، ويقال ماله معقول ولا مجلود أي عقل وجلد، وأرض جلدة تشبيها بذلك وكذا ناقة جلدة وجلدت كذا