مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٢٨٤
الحافر إذا بلغ صفا أي صخرا منعه من الحفر كقولهم أكدى وأحجر، والصفوان كالصفا الواحدة صفوانة، قال (صفوان عليه تراب) ويقال يوم صفوان صافي الشمس، شديد البرد.
صلل: أصل الصلصال تردد الصوت من الشئ اليابس ومنه قيل صل المسمار، وسمى الطين الجاف صلصالا، قال (من صلصال كالفخار - من صلصال من حمأ مسنون) والصلصلة بقية ماء سميت بذلك لحكاية صوت تحركه في المزادة، وقيل الصلصال المنتن من الطين من قولهم صل اللحم، قال وكان أصله صلال فقلبت إحدى اللامين وقرئ (أئذا صللنا) أي أنتنا وتغيرنا من قولهم صل اللحم وأصل.
صلب: الصلب الشديد وباعتبار الصلابة والشدة سمى الظهر صلبا، قال (يخرج من بين الصلب والترائب) وقوله: (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) تنبيه أن الولد جزء من الأب، وعلى نحوه نبه قول الشاعر:
وإنما أولادنا بيننا * أكبادنا تمشى على الأرض وقال الشاعر:
* في صلب مثل العنان المؤدم * والصلب والاصطلاب استخراج الودك من العظم، والصلب الذي هو تعليق الانسان للقتل، قيل هو شد صلبه على خشب، وقيل إنما هو من صلب الودك، قال (وما قتلوه وما صلبوه - ولأصلبنكم أجمعين - ولأصلبنكم في جذوع النخل - أن يقتلوا أو يصلبوا) والصليب أصله الخشب الذي يصلب عليه، والصليب الذي يتقرب به النصارى هو لكونه على هيئة الخشب الذي زعموا أنه صلب عليه عيسى عليه السلام، وثوب مصلب أي عليه آثار الصليب، والصالب من الحمى ما يكسر الصلب أو ما يخرج الودك بالعرق، وصلبت السنان حددته، والصلبية حجارة المسن.
صلح: الصلاح ضد الفساد وهما مختصان في أكثر الاستعمال بالافعال وقوبل في القرآن تارة بالفساد وتارة بالسيئة، قال (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا - ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها - والذين آمنوا وعملوا الصالحات) في مواضع كثيرة. والصلح يختص بإزالة النفار بين الناس يقال منه اصطلحوا وتصالحوا، قال (أن يصلحا بينهما صلحا - والصلح خير - وإن تصلحوا وتتقوا - فأصلحوا بينهما - فأصلحوا بين أخويكم) وإصلاح الله تعالى الانسان يكون تارة بخلقه إياه صالحا وتارة بإزالة ما فيه من فساد بعد وجوده، وتارة يكون بالحكم له بالصلاح، قال (وأصلح بالهم - يصلح لكم أعمالكم - وأصلح لي
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست