مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٣٥
الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن) وحار الماء في الغدير تردد فيه، وحار في أمره تحير ومنه المحور للعود الذي تجرى عليه البكرة لتردده وبهذا النظر قيل سير السواني أبدا لا ينقطع. ومحارة الاذن لظاهره المنقعر تشبيها بمحارة الماء لتردد الهواء بالصوت فيه كتردد الماء في المحارة، والقوم في حوار في تردد إلى نقصان وقوله نعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من التردد في الامر بعد المضي فيه أو من نقصان وتردد في الحال بعد الزيادة فيها، وقيل حار بعد ما كان، والمحاورة والحوار المرادة في الكلام، ومنه التحاور قال الله تعالى (والله يسمع تحاوركما) وكلمته فما رجع إلى حوار أو حوير أو محورة وما يعيش بأحور أي بعقل يحور إليه، وقوله تعالى (حور مقصورات في الخيام - وحور عين) جمع أحور وحوراء، والحور قيل ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد وأحورت عينه وذلك نهاية الحسن من العين، وقيل حورت الشئ بيضته ودورته ومنه الخبز الحوار. والحواريون أنصار عيسى صلى الله عليه وسلم، قيل كانوا قصارين وقيل كانوا صيادين وقال بعض العلماء إنما سموا حواريين لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس بإفادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: وإنما قيل كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه وتصور منه من لم يتخصص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامة، قال: وإنما كانوا صيادين لاصطيادهم نفوس الناس من الحيرة وقودهم إلى الحق، قال صلى الله عليه وسلم: " الزبير ابن عمتي وحواري " وقوله صلى الله عليه وسلم " لكل نبي حواري وحواري الزبير " فتشبيه بهم في النصرة حيث قال: (من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله).
حاج: الحاجة إلى الشئ الفقر إليه مع محبته وجمعها حاجات وحوائج، وحاج يحوج احتاج قال تعالى: (إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها) وقال: (حاجة مما أوتوا) والحوجاء الحاجة، وقيل الحاج ضرب من الشوك.
حير: يقال حار يحار حيرة فهو حائر وحيران وتحير واستحار إذا تبلد في الامر وتردد فيه، قال تعالى: (كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران) والحائر الموضع الذي يتحير به الماء قال الشاعر:
* واستحار شبابها * وهو أن يمتلئ حتى يرى في ذاته حيرة، والحيرة موضع قيل سمى بذلك لاجتماع ماء كان فيه:
حيز: قال الله تعالى: (أو متحيزا إلى فئة) أي صائرا إلى حيز وأصله من الواو وذلك
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست