مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٣٣
قيل هو الفحل إذا ضرب عشرة أبطن كان يقال حمى ظهره فلا يركب، وأحماء المرأة كل من كان من قبل زوجها وذلك لكونهم حماة لها، وقيل حماها وحموها وحميها وقد همز في بعض اللغات فقيل حمء نحو كمء، والحمأة والحمأ: طين أسود منتن قال تعالى: (من حما مسنون) ويقال حمأت البئر أخرجت حمأتها وأحمأتها جعلت فيها حمأ وقد قرئ (في عين حمئة) ذات حمأ.
حن: الحنين النزاع المتضمن للاشفاق، يقال حنت المرأة والناقة لولدها وقد يكون مع ذلك صوت ولذلك يعبر بالحنين عن الصوت الدال على النزاع والشفقة، أو متصور بصورته وعلى ذلك حنين الجذع، وريح حنون وقوس حنانة إذا رنت عند الانباض وقيل ماله حانة ولا آنة أي لا ناقة ولا شاة سمينة ووصفتا بذلك اعتبارا بصوتهما. ولما كان الحنين متضمنا للاشفاق والاشفاق لا ينفك من الرحمة عبر عن الرحمة به في نحو قوله تعالى: (وحنانا من لدنا) ومنه قيل الحنان المنان، وحنانيك إشفاقا بعد إشفاق، وتثنيته كتثنية لبيك وسعديك، (ويوم حنين) منسوب إلى مكان معروف.
حنث: قال الله تعالى: (وكانوا يصرون على الحنث العظيم) أي الذنب المؤثم، وسمى اليمين الغموس حنثا لذلك، وقيل حنث في يمينه إذا لم يف بها وعبر بالحنث عن البلوغ لما كان الانسان عنده يؤخذ بما يرتكبه خلافا لما كان قبله فقيل بلغ فلان الحنث.
والمتحنث النافض عن نفسه الحنث نحو المتحرج والمتأثم.
حنجر: قال تعالى: (لدى الحناجر كاظمين) وقال عز وجل: (وبلغت القلوب الحناجر) جمع حنجرة وهي رأس الغلصمة من خارج.
حنذ: قال تعالى (فجاء بعجل حنيذ) أي مشوي بين حجرين وإنما يفعل ذلك لتتصبب عنه اللزوجة التي فيه وهو من قولهم حنذت الفرس استحضرته شوطا أو شوطين ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق وهو محنوذ وحنيذ وقد حنذتنا الشمس ولما كان ذلك خروج ماء قليل قيل إذا سقيت الخمر أحنذ أي قلل الماء فيها، كالماء الذي يخرج من العرق والحنيذ.
حنف: الحنف هو ميل عن الضلال إلى الاستقامة، والجنف ميل عن الاستقامة إلى الضلال، والحنيف هو المائل إلى ذلك قال عز وجل (قانتا لله حنيفا) وقال (حنيفا مسلما) وجمعه حنفاء، قال عز وجل: (واجتنبوا قول الزور حنفاء لله) وتحنف فلان أي تحرى طريق الاستقامة، وسمت العرب كل من حج أو اختتن حنيفا تنبيها أنه على دين إبراهيم
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست