بضارين به من أحد إلا بإذن الله - وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله) قيل معناه بعلمه لكن بين العلم والاذن فرق فإن الاذن أخص ولا يكاد يستعمل إلا فيما فيه مشيئة به راضيا منه الفعل أم لم يرض به، فإن قوله: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) فمعلوم أن فيه مشيئته وأمره. وقوله: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) ففيه مشيئته من وجه وهو أنه لا خلاف أن الله تعالى أوجد في الانسان قوة فيها إمكان قبول الضرب من جهة من يظلمه فيضره ولم يجعله كالحجر الذي لا يوجعه الضرب، ولا خلاف أن إيجاد هذا الامكان من فعل الله، فمن هذا الوجه يصح أن يقال إنه بإذن الله ومشيئته يلحق الضرر من جهة الظالم، ولبسط هذا الكلام كتاب غير هذا.
والاستئذان طلب الاذن، قال تعالى: (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله - فإذا استأذنوك) وإذن جواب وجزاء، ومعنى ذلك أنه يقتضى جوابا أو تقدير جواب ويتضمن ما يصحبه من الكلام جزاء ومتى صدر به الكلام وتعقبه فعل مضارع ينصبه لا محالة نحو: إذن أخرج، ومتى تقدمه كلام ثم تبعه فعل مضارع يجوز نصبه ورفعه نحو:
أنا إذن أخرج وأخرج، ومتى تأخر عن الفعل أو لم يكن معه الفعل المضارع لم يعمل نحو: أنا أخرج إذن، قال تعالى: (إنكم إذا مثلهم).
أذى: الأذى ما يصل إلى الحيوان من الضرر إما في نفسه أو جسمه أو تبعاته دنيويا كان أو أخرويا، قال تعالى (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) قوله تعالى:
(فآذوهما) إشارة إلى الضرب، ونحو ذلك في سورة التوبة: (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن - والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم - ولا تكونوا كالذين آذوا موسى وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) وقال: (لم تؤذونني) وقوله: (يسئلونك عن المحيض قل هو أذى) فسمى ذلك أذى باعتبار الشرع وباعتبار الطب على حسب ما يذكره أصحاب هذه الصناعة.
يقال: آذيته أوذيه إيذاء وأذية وأذى، ومنه الآذي وهو الموج المؤذي لركاب البحر إذا: يعبر به عن كل زمان مستقبل، وقد يضمن معنى الشرط فيجزم به، وذلك في الشعر أكثر. وإذ يعبر به عن الزمان الماضي ولا يجازى به إلا إذا ضم إليه " ما " نحو:
* إذ ما أتيت على الرسول فقل له * أرب: الإرب فرط الحاجة المقتضى للاحتيال في دفعه، فكل أرب حاجة وليس كل حاجة أربا. ثم يستعمل تارة في الحاجة المفردة وتارة في الاحتيال وإن لم يكن حاجة كقولهم: فلان ذو أرب وأريب أي ذو احتيال، وقد أرب إلى كذا أي احتاج إليه حاجة شديدة، وقد أرب إلى كذا أربا وأربة