تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٠٤
* (وجمع الشمس والقمر (9) يقول الإنسان يومئذ أين المفر (10) كلا لا وزر (11) إلى ربك يومئذ المستقر (12) ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر (13)). الضوء، والخسوف أن يذهب جميع الضوء.
وهو قول مروي عن غيره أيضا.
وقوله: * (وجمع الشمس والقمر) أي: في الخسفة وإذهاب الضوء.
قال ابن مسعود: يصيران كالبعيرين القرينين، ثم يلقيان في النار فيصيران نارا على الكفار، وهذا على معنى قوله.
وعن مجاهد: وجمع الشمس والقمر أي: كور كلاهما.
وقوله: * (يقول الإنسان يومئذ أين المفر) أي: أين المهرب؟ وقرئ: ' أين المقر ' أي: أين موضع القرار.
وقوله: * (كلا لا وزر) أي: لا مهرب ولا فرار.
وأما قوله: * (لا وزر) فيه أقوال: قال سعيد بن جبير: لا محيص.
وقال عكرمة: لا منعة.
وعن مجاهد: لا منجا.
وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير، والضحاك: لا جبل.
وهو قول مشهور، وقد كانت العرب إذا طرقتهم الخيل قالوا: الوزر الوزر، أي: الجبل الجبل.
قال الشاعر:
(لعمرك ما للفتى من وزر * إذا الموت يدركه والكبر) وهذا على المعنى المنجا.
وقوله: * (إلى ربك يومئذ المستقر) أي: يظهر مستقر العباد في الجنة أو النار.
وقوله: * (ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) قال ابن مسعود وابن عباس: بما قدم من طاعه فعمل بها، وأخر من (سنة) سيئة، فعمل بها بعده.
ويقال: * (بما قدم وأخر) بأول عمله وآخره.
وهو محكي عن مجاهد وإبراهيم.
وقيل: * (بما قدم وأخر)
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»