بسم الله الرحمن الرحيم * (ويل لكل همزة لمزة (1) الذي جمع مالا وعدده (2) يحسب أن ماله أخلده (3) كلا لينبذن في الحطمة (4) وما أدراك ما الحطمة (5) نار الله الموقدة)) تفسير سورة الهمزة وهي مكية، والله أعلم قوله تعالى: * (ويل لكل همزة) قد بينا معنى الويل.
وقوله: * (همزة لمزة) قال ابن عباس: الهمزة الذي يطعن في الناس ويعيبهم، واللمزة هو الذي يغتابهم ومثله عن مجاهد، وقيل على العكس، فالهمزة هو المغتاب، واللمزة الذي يطعن في الناس، قاله السدي وغيره، وعن بعضهم: أن الهمزة هو الذي يؤذي الناس بلسان أو يد، واللمزة هو الذي يؤذيهم بحاجب (وعين)، وهو قول غريب، وعن ابن عباس في رواية: أن الآية نزلت في الأخنس بن شريق الزهري، وهو قول معروف، وأنشدوا في الهمزة واللمزة:
(تدلى بودي إذا لاقيتني كذبا * وإن تغيبت كنت الهامز اللمزة) وقوله: * (الذي جمع مالا وعدده) بالتشديد والتخفيف، فقوله: * (جمع) بالتخفيف معلوم، وبالتشديد فالمعنى: أنه جمع من كل وجه شيئا فشيئا.
وقوله: * (وعدده) أي أعده لنفسه ولحوادثه، وقرئ: ' وعدده ' بالتخفيف، ومعناه: جمع عددا أي: قوما وأنصارا يتقوى بهم.
وقوله: * (يحسب أن ماله أخلده) أي: يبقى حتى بقيته، قاله الحسن، وقال بعضهم: أي: يمنع الموت عنه.
وقوله: * (كلا لينبذن في الحطمة) هو اسم من أسماء جهنم، وقرأ ابن مصرف: