تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٨٣
بسم الله الرحمن الرحيم * (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (1))) تفسير سورة الفيل وهي مكية قوله تعالى: * (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) الفيل دابة معلومة، ومعنى قوله: * (ألم تر) أي: ألم تعلم؟ وقيل: ألم تر آثار ما فعل ربك بأصحاب الفيل. وأصحاب الفيل هم جند من الحبشة أميرهم أبرهة بن الصباح أبو يكسوم وقيل: غيره.
غزوا الكعبة، وقصدوا تخريبها وهدمها، وأصح ما حكى في سببه أن أبرهة كان نصرانيا بني بيعة بصنعاء اليمن، وزينها بالفاخر من الثياب والجواهر، وقال: بنيت هذا، يحجه العرب وأكفهم عن حج الكعبة، وأمر الناس بذلك وأجبرهم عليه، فجاء رجل من العرب - وقيل: إنه كان من بني كنانة - ودخل البيعة، وأحدث فيها وهرب، فذكر ذلك لأبرهة فغضب غضبا شديدا وحلف بالنصرانية والمسيح ليغزون الكعبة، وليهدمنها حجرا حجرا، ثم إنه غزا الكعبة مع جيش عظيم.
وفيه قصة طويلة، وساق مع نفسه فيلا يقال له: محمود، وقيل: كانت ثمانية من الفيلة أكبرها هذا الفيل، ولقي في الطريق جندا من العرب وهزمهم، وقتل منهم حتى أتى الطائف، ثم إنه توجه من الطائف إلى مكة، ودليله أبو رغال، فمات أبو رغال في الطريق فقبره هو القبر الذي ترجمه العرب، وهو بين مكة والطائف، ونزل أبرهة والجند بالمغمس، وسمع أهل مكة بذلك، وسيدهم يومئذ عبد المطلب بن هاشم، وأغار الجند على ما وجدوا من أموال أهل مكة وإبلهم، وأخذوا مائتي بعير لعبد المطلب ثم إنه جاء عبد المطلب، إلى أبرهة في طلب بعيره - وكان رجلا جسيما وسيما - فلما رآه أبرهة أعجبه حسنه وجماله فقال: ما حاجتك؟ فقال: أن ترد على إبلي.
فقال لترجمانه: قل
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»