تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٢١
* (وإستبرق وحلو أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا (21) إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا (22)). الديباج والإستبرق ما غلط منه.
وقوله: * (وإستبرق) وقرئ: ' وإستبرق ' فعلى الرفع ينصرف إلى الثياب، وعلى الخفض على تقدير من إستبرق.
وقوله: * (وحلو أساور من فضة) الأساور والأسورة جمع السوار، فإن قيل: وأي زينة في السوار والأغنياء لا يبالون بها؟ والجواب عنه: أنه قد ذكر الذهب واللؤلؤ في موضع آخر، فيحلون من ذهب تارة، ومن فضة (تارة)، ومن لؤلؤ تارة؛ ليكون أجمع لمحاسن الزينة.
ويقال: الذهب للنساء، والفضة للرجال.
وقيل: إن الذهب إنما يفضل الفضة في الدنيا لكثرة الفضة وعزة الذهب، وهذا التفاوت لا يوجد في الجنة، وإنما المقصود عين الزينة، والزينة توجد فيهما جميعا.
وقوله: * (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) قال الزجاج: ليس برجس كخمر الدنيا.
وعن أبي قلابة وإبراهيم أنهما قالا: إذا فرغ أهل الجنة من الطعام يؤتون بالشراب الطهور، فيطهر أجوافهم، ويضمر بطونهم، ويوجد منهم جشاء ورشح له رائحة المسك فيشتهون الطعام مرة أخرى.
وقيل: إن الشراب الطهور من عين على باب الجنة، فإذا شرب منها المسلمون طهرت أجوافهم من كل غل وخيانة وحسد، وهذا قول لأن الطهور هو الطاهر المطهر على ما ذكر في القصة.
والدليل عليه قوله عليه الصلاة والسلام [حين] سئل عن التوضؤ بماء البحر فقال: ' هو الطهور ماؤه ' أي: المطهر ماؤه.
قوله تعالى: * (إن هذا كان لكم جزاءا وكان سعيكم مشكورا) الشكر المضاف
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»