تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٨٧
* (رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم (51) وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) * * صدره، والآخر: أنه الرؤيا في المنام. وفي بعض الروايات عن ابن عباس: لم ير جبريل من الأنبياء غير أربعة هم: موسى، وعيسى، وزكريا، ومحمد عليهم الصلاة والسلام وأما الباقون فكان لهم وحي وإلهام، وهذه رواية غريبة.
وقوله: * (أو من وراء حجاب) أي: كما كلم موسى من وراء حجاب، وقيل: بالحجاب على موضع الكلام لا على الله. [وقيل]: إن موسى عليه السلام لما سمع كلام الله ولم يره كان بمنزلة من يسمع من وراء الحجاب.
وقوله: * (أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء) يعني: يرسل جبريل بالوحي إلى من يشاء من الأنبياء، [وجملة] الذي وصل إلى الأنبياء من الوحي على ثلاثة وجوه: وحي إلهام، ورؤيا في المنام، ووحي بتكليم الله تعالى، ووحي بلسان جبريل عليه لسلام. وعن مجاهد أنه قال: أوحى الله تعالى الزبور إلى داود فقرأه من قلبه، ولم يكن على لسان جبريل. وفي بعض الآثار: أن الله تعالى وكل بحفظ الوحي جبريل عليه السلام، وكذلك بإيصاله إلى الأنبياء، وكذلك وكله بنصرة الأنبياء وعذاب الكفار، ووكل ميكائيل بالقطر والنبات، ووكل إسرافيل بالصور، وهو أيضا من حملة العرش، ووكل ملك الموت بقبض الأرواح؛ فهم موكلون على هذه الأشياء بإذن الله تعالى.
وفي بعض الأخبار أن جبريل عليه السلام كان يلقى النبي في ثياب بياض ملفوفة بالدر والياقوت ورجلاه مغموستان في خضرة. وقد ذكرنا في رواية عن النبي ' أن المرسلين من الأنبياء مائة [وخمسة] عشر [جما غفيرا] أولهم آدم
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»