تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٧٤
* (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور (23)) * * المعاني؛ لأن قوله: * (إلا المودة في القربى) ليس باستثناء صحيح حتى يكون مخالفا لقوله: * (إن أجري إلا على الله) بل هو استثناء منقطع، ومعناه: قل لا أسألكم عليه أجرا أي: مالا، وتم الكلام. ومعنى قوله: * (إلا المودة في القربى) لكن صلوا قرابتي بالاستجابة لي أو تكفوا أذاكم عني.
وفي بعض التفاسير: أن أهل الجاهلية لما علموا جد النبي ظنوا انه يطلب مالا، فجمعوا له شيئا حسنا من أموالهم، وقالوا: نعطيك هذا المال، وكف عما أنت عليه، فأنزل الله الآية على المعنى الذي قدمنا.
والقول الرابع: ما روى في بعض الغرائب من الروايات برواية سعيد بن جبير عن ابن عباس أن معنى قوله: * (إلا المودة في القربى) أن تودوا أقربائي وتحبوهم.
وحكى بعضهم: أن النبي سئل عن هذه، وعن معنى القربى فقال: ' علي وفاطمة وولدهما '، وهذا أغرب الأقاويل وأضعفها.
وقوله: * (ومن يقترف حسنة) أي: يكتسب حسنة أي: طاعة * (نزد له فيها حسنا) أي: نضاعف له الحسنة.
وقوله: * (إن الله غفور شكور) أي: غفور للكثير من الذنوب، شكور لليسير في الطاعات.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»