تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٧٣
* (بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير (22) ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * * وقوله: * (وهو واقع بهم) ومعناه: أن العذاب الذي يخافونه نازل بهم، وهذا يوم القيامة.
وقوله: * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات) أي: البساتين.
وقوله: * (لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير) أي: العظيم.
قوله تعالى: * (ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات) أي: هذا الذي يبشر الله عباده.
وقوله: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فيه أربعة أقاويل: أظهرها وأشهرها أن معناه: لا أسألكم إلا أن تودوني لقرابتي منكم. وقيل: تصلوا القرابة التي بيني وبينكم بالاستجابة لي إلى ما أدعو إليه، وتكفوا عني أذاكم، وهذا قول ابن عباس أورده البخاري عنه في الصحيح على لفظ معلوم مقبول، وهو قول طاوس ومجاهد وقتادة، وعامة المفسرين. قال قتادة: كانت قريش تصل الأرحام، فطلب منهم النبي أن يصلوا القرابة التي بينه وبينهم، وألا يقطعوها.
وعن ابن عباس قال: ما من بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله فيهم قرابة، فسألهم أن يصلوها.
والقول الثاني: ما حكى عن الحسن البصري أنه قال: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) معناه: أن يتوددوا إلى الله بما يقربكم إليه من العمل الصالح.
والقول الثالث: ما حكى عن الضحاك أن الآية منسوخة بقوله: * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله) وهذا القول غير مرضي عند أهل
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»