* (بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم (10) ألم تر إلى) * * والدعاء لهم بالخير وترك ذكرهم بالسوء من علامة المؤمنين. وروي أن رجلا جاء إلى مالك بن أنس فجعل يقع في جماعة من الصحابة مثل: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم، فقال له: أنت من الفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم؟ قال: لا. قال: أنت من الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم؟ قال: لا. فقال: أشهد أنك لست من الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان.
وعن ابن عباس أنه قال: ليس لمن يقع في الصحابة ويذكرهم بالسوء في الفيء نصيب، وتلا هذه الآيات الثلاث. وروي أن عمر بن عبد العزيز سئل عما جرى بين الصحابة من القتال وسفك الدماء فقال: تلك دماء طهر الله يدي عنها، فلا أحب أن أغمس لساني فيها.
من المعروف أن النبي قال: ' إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا ' والمراد به الإمساك عن ذكر المساوئ لاعن ذكر المحاسن. وفي بعض الروايات: ' إذا ذكر النجوم فأمسكوا '.
وقوله: * (ربنا إنك رؤوف رحيم) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين نافقوا) هم عبد الله بن أبي سلول، وعبد الله بن نفيل، وزيد بن رفاعة وغيرهم.