تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٤٠٠
* (ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (7) للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون (8) والذين تبوءوا الدار) * * والقرى هي القرى العربية مثل: خيبر، ووادي القرى، وفيماء، وغيرها. ومن المشهور في التفسير أيضا: أن النبي قسم أموال بني النضير بين المهاجرين، ولم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر: سهل بن حنيف، وأبا دجانة، والحارث بن الصمة، وهذا قول غير القول الأول الذي ذكرنا، وهو الأشهر، فعلى هذا جعل الله أموال بني النضير للرسول خاصة قسمها بين المهاجرين ليكفي الأنصار مؤنتهم.
وقوله تعالى: * (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) أي: لئلا يتداوله الأغنياء منكم. والتداول هو النقل من يد إلى يد.
وقوله: * (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) حث الله تعالى المسلمين في هذه الآية على التسليم لأمر الله تعالى ونهيه؛ لأن المعنى وما أتاكم الرسول عن الله فخذوه، وما نهاكم عن الله فانتهوا.
وقوله: * (واتقوا الله إن الله شديد العقاب) أي: العقوبة.
قوله تعالى: * (للفقراء المهاجرين) يعني: ما أفاء الله على رسوله للفقراء المهاجرين * (الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم) فديارهم مكة وغيرها، وأموالهم ما خلفوها عند هجرتهم.
وقوله: * (يبتغون فضلا من الله ورضوانا) أي: يطلبون فضل الله ورضاه.
وقوله: * (وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) أي: الصادقون عقدا وقولا وفعلا.
قوله تعالى: * (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم) أجمع أهل التفسير على أن المراد بهم الأنصار.
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»