تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٢٦
* (رب المشرقين ورب المغربين (17) فبأي آلاء ربكما تكذبان (18) مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان (20) فبأي آلاء ربكما تكذبان (21) * * إبليس.
وقوله: * (من مارج من نار) قد ذكرنا. وقال سعيد بن جبير: المارج: الخضرة التي تكون بين النار وبين الدخان. ويقال: المارج نار مختلطة بسواد. وقال الفراء في قوله: * (من نار): هي نار دون الحجاب، ومنها الصواعق التي يراها الناس.
قوله تعالى: * (رب المشرقين ورب المغربين) معناه: مشرق الصيف، ومشرق الشتاء. والذي قال في موضع آخر: * (رب المشرق والمغرب) هو مشرق كل يوم في الصيف والشتاء. ويقال: المشرقان: الشمس والفجر، والمغربان: الشمس والشفق.
قوله تعالى: * (مرج البحرين يلتقيان) أي: خلاهما وأرسلهما، قاله الفراء والزجاج وغيرهما، وعن بعضهم: مرج البحرين أي: لاقى بينهما.
وقوله: * (البحرين) فيه أقوال: قال مجاهد: بحر السماء والأرض. وقال الحسن: بحر فارس والروم. ويقال: بحر المشرق والمغرب. ويقال: بحر الملح والعذب.
وقوله: * (يلتقيان) أي: يلقي أحدهما صاحبه.
وقوله: * (بينهما برزخ لا يبغيان) أي حاجزه وقوله: لا يبغيان أي: لا يخلتط أحدهما بالآخر، لا يختلط الملح بالعذب [فيفسده]، ولا العذب بالملح فيختلج. ويقال: الحاجز حاجز من القدرة.
والآية وردت في موضع مخصوص من بحر فارس والروم. وقيل: في موضع مخصوص من العذب والملح. والعذب هو النيل، والملح هو بحر الروم، يلتقيان ولا يختلطان.
(٣٢٦)
مفاتيح البحث: سعيد بن جبير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 323 324 326 327 328 329 330 331 ... » »»