* (بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (23) وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) * * وقوله: * (وجعل على بصره غشاوة) أي: غطاء فلا يبصر الحق.
وقوله: * (فمن يهديه من بعد الله) يعني: إذا كان الله لا يهديه فمن يهديه من بعد الله؟!.
وقوله: * (أفلا تذكرون) أي: أفلا تتعظون.
قوله تعالى: * (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا) فيه أقوال: أحدهما: أنه على التقديم والتأخير، ومعناه: نحيا ونموت، وهكذا قرأ ابن مسعود.
والقول الثاني: نموت ونحيا: أي: يموت البعض منا، ويحيا البعض منا. وفيه قولان آخران: أحدهما: وهو القول الثالث: نموت ونحيا أي: نموت نحن ويحيا أولادنا، والقول الرابع: هو أنه خلقنا أمواتا ثم أحيانا.
وقوله: * (وما يهلكنا إلا الدهر) قال قتادة: من الأيام والليالي. ويقال: ما يهلكنا إلا الدهر أي: إلا الموت، قال الشاعر.
(أمن المنون وريبها يتوجع * والدهر ليس بمعتب من يجزع) أي: الموت. ويقال: وما يهلكنا إلا الدهر أي: طول العمر، وقد ثبت عن النبي أنه قال: ' لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر '.
قال الشيخ الإمام رضي الله عنه: أخبرنا بذلك أبو الحسين النقور، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، أخبرنا البغوي هو ابن بنت منيع واسمه عبد الله بن محمد أبو