* (وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون (24) وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان) * * القاسم، أخبرنا هدبة بن خالد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة الخبر.
وروى العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي قال: ' يقول الله تعالى: استقرضت من ابن آدم فلم يقرضني، ويسبني وهو لا يعلم، ويقول: يادهراه يادهراه ' وفي رواية ' يا خيبة الدهر وأنا الدهر '.
وفي رواية ثالثة عن النبي أنه قال: ' يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، أدبر الأمر أقلب الليل والنهار '.
وفي معنى الخبر ثلاثة أوجه: أحدها: أن معناه: لا تسبوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر أي: خالق الدهر.
والوجه الثاني: لا تسبوا الدهر فإني فاعل الأشياء. وكانوا يضيفون الفعل إلى الدهر ويسبونه، فإن الله هو الدهر يعني: أن الله فاعل الأشياء لا الدهر، وهذا قول معتمد.
والوجه الثالث: وهو أنهم كانوا يعتقدون بقاء الدهر، وأنه لا يبقى شيء مع بقاء الدهر فقال: لا تسبوا الدهر يعني: لا تسبوا الذين يعتقدون أنه الباقي؛ فإن الله هو الدهر يعني: فإن الله هو الباقي بقاء الأبد على ما يعتقدون في الدهر.
وقوله: * (ومالهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون) أي: قالوا ما قالوه على ظن وشك لا عن علم ويقين.
قوله تعالى: * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا