تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٢
* (السبيل (17) قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا (18) فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون) * * وقوله: * (ولكن متعتهم وآباءهم) أي: بكثرة الأموال والأولاد، ويقال: بطول العمر، ويقال: بنيل المراد.
وقوله: * (حتى نسوا الذكر) أي: نسوا ذكرك وغفلوا عنك، ويقال: تركوا الحق الذي أنزلت. وقوله: * (وكانوا قوما بورا) أي: هلكى، يقال: رجل بائر أي: هالك، وسلعة بائرة أي: كاسدة، وفي الخبر: ' أن النبي كان يتعوذ من بوار [الأيم] قال الشاعر وهو ابن الزبعرى:
(يا رسول المليك إن لساني * راتق ما فتقت إذ أنا بور) أي: هالك قوله تعالى: * (فقد كذبوكم بما تقولون) هذا خطاب مع المشركين، فإنهم كانوا يزعمون أن الملائكة وعيسى وعزيزا دعوهم إلى عبادتهم.
وقوله: * (فما تستطيعون صرفا ولا نصرا) أي: صرف العذاب عن أنفسهم، وقيل: صرفك عن الحق.
وقوله: * (ولا نصرا) أي: لا يستطعيون منع العذاب عن أنفسهم.
وقوله: * (ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا) أي: عظيما.
قوله تعالى: * (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق). في الآية جواب عن قولهم: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»