تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٥
وقوله: * (لا بشرى يومئذ للمجرمين) إنما قال هذا؛ لأن الملائكة يبشرون المؤمنين يوم القيامة، فيطلب ظنا منهم أنهم كانوا على الحق، فيقولون: لا بشرى لكم هكذا قال عطية، وقال بعضهم: معنى الآية: أنه لا بشرى للمجرمين حين توجد البشرى للمؤمنين.
وقوله: * (ويقولون حجرا محجورا) أي: حراما محرما، قال ابن عباس: حرام محرم الجنة على من لم يقل لا إله إلا الله، قال الشاعر:
(حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها * حجر حرام ألا إلى تلك الدهاريس) ويقال معنى الآية: يحرم دخول الجنة على الكافر حين يطلق دخولها للمؤمنين.
قوله تعالى: * (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل). أي: عمدنا إلى ما عملوا من عمل.
وقوله: * (فجعلناه هباء منثورا) قال على - رضي الله عنه -: الهباء المنثور هو ما يرى في الكوة إذا وقع شعاع الشمس فيها. وقال غيره: الهباء المنثور هو ما يسطع من سنابك الخيل عند شدة السير.
وعن يعلى بن عبيد قال: هو الرماد، وفرق بعضهم بين الهباء المنثور وبين الهباء المنبث، فقال: الهباء المنثور ما يرى في الكوة، والهباء المنبث ما يطيره الرياح من سنابك الخيل.
قوله تعالى: * (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) فإن قيل: كيف يكون في الجنة مقيل، وفي النار مقيل وليسا بموضع النوم؟ والجواب عنه: قال الأزهري: المقيل موضع الاستراحة نام أو لم ينم، وفي المأثور عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لا ينتصف يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار. فذكر القيلولة لأن نصف النهار وقت القيلولة، ومعناه: النزول هاهنا، وهو أنه ينزل كلا الفريقين في منازلهم، وقد روى أن الله تعالى يقصر اليوم على المؤمنين حتى يرده كأنه من صلاة إلى صلاة.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»