تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٣
* (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا (46) وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا (47) وهو الذي أرسل الرياح بشرا) * * * وقيل: جعلنا الشمس عليه دليلا أي: تتلوه وتتبعه فتنسخه.
وقوله: * (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) القبض: جمع المنبسط من الشيء، ومعناه: أن الظل يعم الأرض مثل طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس قبض الظل بالشمس جزءا فجزءا، فيقال: وقت قبض الظل عند الاستواء، حتى لا يبقى ظل في العالم إلا على موضع لا تكون الشمس مستوية عليه.
وقوله: * (يسيرا) أي: هينا. وقال مجاهد: خفيا، وهو أصح القولين..
قوله تعالى: * (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا) أي: يلبسكم بظلمة الليل عند غشيانه، فكأن الليل لباس الناس، ومنهم من قال: هو في معنى قوله تعالى: * (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) وموضع السكن كاللباس للإنسان.
وقوله: * (والنوم سباتا) أي: راحة، والسبت: القطع، والنائم مسبوت؛ لأنه انقطع عمله مع بقاء الروح فيه.
وقوله: * (وجعل النهار نشورا) أي: زمانا ينشرون فيه.
قوله تعالى: * (وهو الذي أرسل الرياح بشرا) وقرئ: ' نشرا ' بضم النون والشين، وقرئ بالباء المضمومة، فقوله: ' نشرا ' بنصب النون أي: لإنشار النبات، وإنشار النبات إحياؤه، وأما ' نشرا ' بضم النون جمع ' نشر ' كالرسل جمع رسول، وأما * (بشرا) بالباء من البشارة، وقد ذكرنا الكلام في الرياح.
(٢٣)
مفاتيح البحث: اللبس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»