تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٤٥
* (والشياطين كل بناء وغواص (37) وآخرين مقرنين في الأصفاد (38) هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (39) وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب (40) واذكر) * * قوله تعالى: * (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء) أي: لينة، وقيل: رخاء مطيعة ليست بعاصية.
وقوله: * (حيث أصاب) معناه: حيث أراد، ويقال: إنه كان يغدو بإيلياء، ويقيل بقزوين، ويبيت ببابل، والعرب تقول: أصاب الصواب فأخطأ الجواب أي: أراد الصواب فأخطأ الجواب وقال الشاعر:
(وغيرها ما غير الناس قبلها * فناءت وحاجات الفؤاد تصيبها) أي: تريدها، وقوله: * (والشياطين كل بناء وغواص) أي: وسخرنا الشياطين له كل بناء وغواص منهم، وتسخير الريح والشياطين له بعد ابتلائه بما ذكرنا.
وقوله: * (وآخرين مقرنين في الأصفاد) أي: مغلولين في السلاسل، وكان يأخذ [الشيطان] فيقربه بالشيطان ويصفدها في الحديد ويوبقهما في السلاسل ثم يجعلهما في صندوق من حديد، ويلقي الصندوق في قعر البحر.
قوله تعالى: * (هذا عطاؤنا) فيه أقوال: أحدها وهو الأولى أن الملك عطاؤنا لك * (فامنن) أي: أعط من شئت.
وقوله: * (أو امسك) أي: امنع من شئت * (بغير حساب) أي: بغير حرج.
والقول الثاني: * (هذا عطاؤنا) أي: تسخير الشياطين.
وقوله: * (فامنن أو أمسك) أي: أرسل من شئت، واحبس من شئت.
والقول الثالث: * (هذا عطاؤنا) أي: النسوة عطاؤنا. وقوله: * (فامنن أو أمسك) أي: طلق من شئت، واحبس من شئت * (بغير حساب) أي: بغير حرج، قوله تعالى: * (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) أي: حسن مرجع.
(٤٤٥)
مفاتيح البحث: بابل (1)، المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 ... » »»