فأخذوا التوراة وجاءوا إلى حول الكرسي وجعل يقرءونها؛ فطار صخر إلى أشرف القصر، ثم طار من شرف القصر ومر فوقع في البحر.
وفي التفسير: أن الله تعالى لما رد على سليمان ملكه، أمر الشياطين يطلب صخر، فوجدوه وحملوه إلى سليمان؛ فصفده بالحديد، وجعله في صندوق، وألقاه في البحر، فهو في البحر إلى يوم القيامة.
وأما السبب [الذي] ابتلي الله لأجله سليمان، ففيه أقوال كثيرة:
أحدها: أن الله تعالى كان أمره ألا يتزوج امرأة من غير بني إسرائيل، فخالف وتزوج امرأة من غيرهم، فابتلاه الله تعالى بما ذكرنا.
والقول الثاني: أنه تزوج بامرأة؛ فعبدت المرأة صنما في داره من غير أن يشعر سليمان بذلك، فابتلاه الله تعالى لغفلته، وهذا قول مشهور.
والقول الثالث: أنه كانت عنده امرأة، وكان يحبها حبا شديدا، فخاصم أخوها إلى سليمان في شيء مع إنسان، فطلبت المرأة من سليمان أن يقضي لأخيها؛ فقال لها: نعم، ولم يفعل ذلك، فابتلاه الله تعالى.
والقول الرابع: أنه احتجب من الناس ثلاثة أيام، ولم يأذن لأحد، ذكره شهر بن حوشب، وابتلاه الله تعالى بما ذكرنا، وأوحى الله تعالى يا سليمان، إني إنما بعثتك وأعطيتك هذا الملك؛ لتنصف المظلومين، وتكون عونا للضعفاء على الأقوياء، ولم أعطك لتحتجب عن الناس.
والقول الخامس: أنه قال مرة: والله لأطوفن الليلة على نسائي، وكان له ثلاثمائة امرأة، وسبعمائة سرية، ولتحملن كل امرأة منهن، وتلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قل إن شاء الله، فلم يقل، فلم تحمل امرأة منهن إلا امرأة واحدة حملت، فولدت نصف إنسان، وابتلاه الله تعالى.