تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٣٥
* (كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (24) فغفرنا له ذلك وإن له) * * في القول لقوة ملكه.
وحقيقة المعنى: أن الغلبة كانت له لضعفي في يده، وإن كان الحق معي، وعن مجاهد قال: تحدث بنو إسرائيل عند داود أنه لا يمضي على ابن آدم يوما إلا ويذنب فيه ذنبا، واعتقد داود صلوات الله عليه أنه يحفظ نفسه من الذنب، وعين يوما، فلما كان ذلك اليوم تخلى في متعبده، وجعل يصلي ويسبح، ويقرأ التوراة والزبور، فابتلي بما ابتلي به على ما ذكرنا.
وعن علي رضي الله عنه أنه قال: من زعم أن داود ارتكب محرما من تلك المرأة جلدته مائة وستين جلدة، يعني ضعف ما يجلد الإنسان في غيره.
قوله تعالى: * (قال لقد ظلمك) معناه: لقد ظلمك بسؤاله نعجتك إلى نعاجه، فإن قيل: كيف قال: لقد ظلمك بمجرد قوله، ولم يكن سمع قولة صاحبه؟
الجواب عنه: أن يحتمل لقد ظلمك بمجرد قوله، ولم يكن صاحبه أقر بذلك، ويحتمل أنه قال: إن كان الأمر على ما ذكرت فقد ظلمك بسؤاله نعجتك إلى نعاجه، وفي الآية حذف، والمحذوف بسؤاله أن تضم نعجتك إلى نعاجه، وقد ثبت عن ابن عباس أنه كان سأل زوج المرأة أن ينزل له عن امرأته، رواه سعيد بن جبير عنه.
وقوله: * (وإن كثيرا من الخلطاء) أي: من الشركاء، يقال: هذا خليطي أي: شريكي، وقوله: * (ليبغي بعضهم على بعض) أي: يظلم بعضهم بعضا.
وقوله: * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) يعني: أنهم لا يظلم بعضهم بعضا، وقوله: * (وقليل ما هم) أي: وقيل هم، و ' ما ' صلة.
وقوله: * (وظن داود أنما فتناه) أي: وأيقن داود أنما فتناه أي: ابتليناه، وأوقعناه في الفتنة، وقرئ: ' إنما فتناه ' بالتخفيف، يعني: أن الملكين فتناه.
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»