تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٩٦
* (يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون (21) احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم (23) وقفوهم إنهم مسؤولون (24) ما لكم لا تناصرون (25) بل هم اليوم مستسلمون (26) وأقبل) * * * وقوله: * (وأزواجهم) أي: وأشباههم، وقيل: وقرناءهم، ويقال: وأتباعهم.
وقوله: * (وما كانوا يعبدون من دون الله) من الأصنام، وقوله تعالى: * (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) أي: ارشدوهم إلى طريق النار.
قوله تعالى: * (وقفوهم) فإن قيل: كيف قال: (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) ثم قال: * (وقفوهم) قلنا: لأنهم يوقفون على الصراط للمساءلة، ويقال: إن هذا أشد في التعذيب والتوبيخ. وفي الخير عن النبي قال: ' لا تزول قدما بني آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وأين وضعه، وعن علمه ماذا فعل به؟ '.
قوله تعالى: * (ما لكم لا تناصرون) أي: لا تتناصرون؛ فينصر بعضكم بعضا. وفي التفسير: أن أبا جهل هو القائل: نحن جميع منتصر، على ما حكى الله تعالى فقال الله تعالى ردا لقوله: * (ما لكم لا تناصرون) أي: لينصر بعضكم البعض اليوم إن كنتم صادقين.
قوله تعالى: * (بل هم اليوم مستسلمون) يعني: استسلموا وعضوا بأيديهم، وعرفوا أنه لا خلاص لهم من الهلاك والعذاب.
وقوله: * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) معناه أي: ويتلاومون، قوله تعالى: * (قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) قال الفراء والزجاج وغيرهما من أهل المعاني: أي من قبل الذين تلبسونه علينا، وقيل: من قبل الجنة تثبطوننا عنها، وذكر بعضهم: أن رؤساء الكفار كان يحلفون [للأتباع] أنهم على الحق.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»