* (يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون (8) والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور (9) من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد) * * في الآخرة. وروى وكيع بن عدس عن أبي رزين العقيلي أنه قال: ' يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ قال له: هل مررت قط بأرض قحل أي: يابس ثم مررت بها وهي تهتز خضرا قال: نعم. قال: كذلك يحيي الله الموتى '.
قوله تعالى: * (من كان يريد العزة) العزة: هي المنعة.
وقوله: * (فلله العزة جميعا) قال الفراء: معنى الآية: من كان يريد أن يعلم لمن العزة، فلله العزة جميعا. وقال قتادة معناه: من كان يريد العزة فليتعزز بطاعة الله. قال أهل النحو: هذا مثل ما يقول الإنسان: من كان يريد المال فالمال لفلان أي: ليطلب المال عند فلان، كذلك معنى قوله: * (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) أي: فليطلب العزة من عنده. وقال بعض أهل التفسير: كان أهل الجاهلية يعبدون الأصنام، ويتقربون بذلك إلى الله تعالى، ويطلبون العز من عند الأصنام، قال الله تعالى * (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا) فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأمرهم أن يطلبوا العز من الله لا من الأصنام.
وقوله: * (إليه يصعد الكلم الطيب) في الكلم الطيب أقوال أحدها: أنه لا إله إلا الله. والآخر: أنه القرآن، ذكره شهر بن حوشب، والثالث: أنه ذكر الله. وعن قتادة