تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٢٨
* (تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم (10) هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) * * تعالى خلق الأرض فجعلت تميل؛ فقالت الملائكة: يا ربنا، هذه الأرض لا يستقر على ظهرها أحد، فأصبحوا وقد أرسى الله تعالى بالجبال. فقالوا: يا ربنا، هل خلقت شيئا أشد من الجبال؟ قال: نعم؛ الحديد. قالوا: يا ربنا، وهل خلقت شيئا أشد من الحديد؟ قال: نعم؛ النار. قالوا: وهل خلقت شيئا أشد من النار؟ قال: نعم؛ الماء. قالوا: وهل خلقت شيئا أشد من الماء؟ قال: نعم؛ الريح. قالوا: وهل خلقت شيئا أشد من الريح؟ قال: نعم؛ الآدمي. وقد أسند هذا بعضهم إلى رسول الله، وفي آخر الخبر: ' الآدمي يتصدق فيخفي صدقته حتى لا تعلم شماله ما تصدقت يمينه، فهو أقوى من الجميع '.
وقوله: * (أن تميد بكم) أي: لئلا تميد بكم، ويقال: كراهة أن تميد بكم، والميد: هو الميل.
وقوله: * (وبث فيها من كل دابة) أي: فرق فيها من كل دابة، والدابة كل حيوان يدب على الأرض.
وقوله: * (وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم) أي: صنف حسن.
قوله تعالى: * (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) أي: الذين يعبدون من دونه، وهم الأصنام، وقد روي عن بعض السلف قال: ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه. وذكر بعضهم هذا عن عامر بن عبد قيس وهو عامر بن عبد الله، وهو تلو أويس القرني في زهاد التابعين رضي الله عنهم ورءوس الزهاد من التابعين
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»