تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٦
* (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا (51) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا (52) وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما بزرخا وحجرا محجورا (53) وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك * * قوله تعالى: * (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا) ظاهر المعنى.
وقوله: * (فلا تطع الكافرين) أي: فيما يدعونك إليه.
وقوله: * (وجاهدهم به جهادا كبيرا) أي: بالحق، وقيل: بالقرآن.
وقوله: * (كبيرا) معناه: شديدا.
قوله تعالى: * (وهو الذي مرج البحرين) أي: خلط البحرين، وقيل: أرسل البحرين.
وأما البحران فيقال: إنه بحر فارس والروم، ويقال: بحر السماء والأرض، ويقال: البحران هو الملح والعذب.
وقوله: * (هذا عذاب فرات) العذب يسمى كل ماء عذب فراتا، ويسمى كل ماء ملح بحرا.
وقوله: * (وهذا ملح أجاج) أي: شديد الملوحة، وقيل: مر.
وقوله: * (وجعل بينهما برزخا) يقال: باليبس بين البحرين، وقيل: بالهواء بين بحر السماء وبحر الأرض، وقيل: بالقدرة بين الملح والعذب، فلا يختلط الملح بالعذب، ولا العذب بالملح، وهذا في موضع مخصوص بخليج مصر، والبرزخ هو الحاجز.
وقوله: * (وحجرا محجورا) أي: مانعا ممنوعا، قال الشاعر:
(فرب ذي سرادق محجور * سرت إليه من أعالي السور) قوله تعالى: * (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا).
النسب نسبة من قرابة، والصهر خلطة من غير النسب، وقد ذكرنا أن الله تعالى حرم سبعا بالنسب، وسبعا بالسبب، وعددناها في سورة النساء، ويقال: النسب ما يوجب الحرمة، والصهر مالا يوجب الحرمة.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»