تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٨٧
* (وإنما أنا نذير مبين (50) أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون (51) قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون (52)) * * قوله تعالى: * (أو لم يكفهم) الكفاية: بلوغ (غاية) تنافي الحاجة.
وقوله: * (إنا أنزلنا عليك الكتاب) أي: القرآن.
وقوله: * (يتلى عليهم) أي: يقرأ عليهم.
وقوله: * (إن في ذلك لرحمة) أي: لنعمة لمن آمن به.
وقوله: * (وذكرى) أي: موعظة وتذكيرا، وقد بينا وجه الإعجاز في القرآن من حيث النظم والمعنى والإخبار عن الغيوب وغيره.
قوله تعالى: * (قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا) الشهادة: خبر عن مشاهدة يبني عليه حكم شرعي، والله تعالى شهيد على أفعال المؤمنين والكفار جميعا.
وقوله: * (يعلم ما في السماوات والأرض) ظاهر المعنى.
وقوله: * (والذين آمنوا بالباطل) أي: بغير الله. وقد ثبت أن النبي قال: ' أصدق كلمة قالت العرب قول لبيد:
(ألا كل شيء ما خلا الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل) ثم قال: إلا نعيم الجنة '.
واعلم أن الإيمان إذا أطلق يراد به الإيمان بالله، وإذا قيد يجوز أن يقال: آمن بإبليس، وآمن بالطاغوت، وما أشبه ذلك، وهذا كما إذا قيل: فلان قائم، وأطلق يراد
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»