تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٨٨
* (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون (53) يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين (54) يوم) * * به المتصف، فإذا قيل: يجوز أن يقال: قائم بالتدبير قائم بالملك. وقال يحيى بن سلام: الباطل هاهنا: إبليس.
وقوله: * (وكفروا بالله) أي: جحدوا بالله.
وقوله: * (وأولئك هم الخاسرون) الخاسرون: من خسر رأس المال، فالكفار لما فعلوا فعلا عرضوا أنفسهم للهلاك سماهم الله خاسرين.
قوله تعالى: * (ويستعجلونك بالعذاب) قد بينا أن النضر بن الحارث قال: * (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) الآية فهذا هو الاستعجال بالعذاب.
وقوله: * (ولولا أجل مسمى) أي: وعد القيامة، وقيل: النفخة في الصور ويقال: الوقت الذي عين لعذابهم.
وقوله: * (لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة) أي: فجأة * (وهم لا يشعرون) أي: لا يعلمون بمجيئها. وفي رواية أبي هريرة أن النبي قال: ' إن الرجل ليرفع لقمته فلا يضعها في فيه حتى تقوم الساعة '.
وقوله تعالى: * (يستعجلونك بالعذاب) يقال: المراد به هو المراد بالآية الأولى، أعاده للتأكيد، وقيل: إن هذه الآية نزلت على قوم من جهال هذه الأمة، والقول الأول أولى.
وقوله: * (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) أي: جامعة لعذابهم، ويقال معناه: لا بد أن يدخلوها.
قوله تعالى: * (يوم يغشاهم العذاب من فوقهم) يعني: يصيبهم العذاب من
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»