تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٧٦
* (النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون (24) وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين (25) فآين له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم (26) ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب) * * وقوله: * (إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من لنار) قال مجاهد: حرقت النار وثاقه ولم تحرقه.
وقوله: * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) أي: يصدقون.
قوله تعالى: * (وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا) أي: أصناما، وقوله: * (مودة بينكم) أي: هي مودة (بينكم)، أو تلك مودة بينكم في الحياة الدنيا، ومعناه: أن تواخيكم وتوادكم في الدنيا خاصة، وينقطع إذا جاءت الآخرة، وقيل: إن كل خلة تنقطع يوم القيامة إلا خلة المتقين. وقرئ: ' مودة بينكم ' بالنصب بإيقاع الفعل عليه أي: اتخذتموها للمودة، وقرئ على غير هذا، والمعاني متقاربة.
وقوله: * (ثم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) ومعنى الجمع: هو وقوع التبرؤ بين القادة والأتباع.
وقوله: * (ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (فآمن له لوط) وقد تقام اللام مقام الباء.
وقوله: * (وقال إني مهاجر إلى ربي) أي: متوجه إلى ربي أطلب رضاه. وقد بينا أن هجرته كانت من كوثى إلى الشام، وكوثى قرية من سواد الكوفة. وفي القصة: أنه هاجر بعد أن مضت [خمس] وسبعون سنة من عمره؛ وهاجر معه لوط وسارة.
وقوله: * (إنه هو العزيز الحكيم) أي: الغالب في أمره * (الحكيم) في تدبيره.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»