تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٦٩
* (كثيرة ومنها تأكلون (19) وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين (20)) * * (وإنا على ذهاب به لقادرون) '.
قوله تعالى: * (فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون) ظاهر المعنى، وخص النخيل والأعناب بالذكر؛ لأنهما كانتا أكثر فواكه العرب.
قوله تعالى: * (وشجرة تخرج من طور سيناء)، معناه: وأنشأنا شجرة تخرج من طور سيناء، وهي شجرة الزيتون، وإنما خصها بالذكر؛ لأنها لا تحتاج إلى معاهد، فالمنة فيها أكثر؛ ولأنها مأكول (ومستصبح) بها، وقوله: * (سيناء) بالحبشية هو الحسن، وأما المروي عن ابن عباس معنيان: أحدهما: أن المراد من سيناء هو البركة ومعناه: جبل البركة، والآخر: أن معناه الشجر، يعني الجبل المشجر، أورده الكلبي.
وقوله: * (تنبت بالدهن). وقرئ ' تنبت ' واختلفوا في هذا: منهم من قال: أنبت ونبت بمعنى واحد، قال الشاعر:
(رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم * قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل) يعني: حتى إذا نبت البقل، فالمعنى على هذا تنبت بالدهن أي: ومعها الدهن، أو فيها الدهن، وقال أبو عبيدة: الباء زائدة، فالمعنى على هذا: تنبت ثمر الدهن.
وأما من فرق بين تنبت وتنبت، فقال معناه: تنبت ثمرها بالدهن، وتنبت ثمر الدهن.
وأنشدوا في زيادة الباء شعرا:
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»