* (فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون (23) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين (24) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين (25) قال رب انصرني بما كذبون (26) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك) * * قوله تعالى: * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله) أي: وحدوا الله.
* (ما لكم من إله غيره) أي: معبود سواه. وقوله: * (أفلا تتقون) معناه: أفلا تخافون عقوبته إذا عبدتم غيره.
قوله تعالى: * (فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم) قد ذكرنا معنى الملأ، وذكرنا إنكارهم إرسال البشر.
وقوله: * (يريد أن يتفضل عليكم) يتفضل أي: يظهر الفضل، ولا فضل له، كما يقال: فلان يتحلم أي: يظهر الحلم، ولا حلم له، ويتظرف أي: يظهر الظرافة، ولا ظرافة له.
وقوله: * (ولو شاء الله لأنزل ملائكة) يعني: بإبلاغ الوحي، وقوله: * (ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين). أي: بإرسال بشر رسولا، وقيل: بدعوة مثل دعوته.
قوله تعالى: * (إن هو إلا رجل به جنة) أي: جنون.
وقوله: * (فتربصوا به حتى حين) قال ابن عباس: إلى وقت ما، ويقال: إلى أن يموت.
قوله تعالى: * (قال رب انصرني بما كذبون) يعني: أهلكهم نصرة لي جزاء تكذيبهم.
قوله تعالى: * (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا). قد بينا من قبل، ويقال: غرس الشجر أربعين سنة، وجففه أربعين سنة.
وقوله: * (فإذا جاء أمرنا وفار التنور) المراد من الأمر هاهنا: وقت إغراقهم، والتنور تنور الخابزة، وقد بينا غير هذا.
وقوله: * (فاسلك فيها من كل زوجين اثنين) قال ابن عباس معناه: من كل صنف