تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٣٣٩
* (هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى (63) فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا) * * أي: نعم وروي أن أعرابيا أتى عبد الله بن الزبير يطمع شيئا، فلم (يحصل) له طمعه، فقال الأعرابي: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال ابن الزبير: إن، وصاحبها، أي: نعم. وفي قراءة أبي بن كعب: ' إن ذاك إلا ساحران '، وهي شاذة.
وقوله: * (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما) قد بينا.
وقوله: * (ويذهبا بطريقتكم المثلى) أي: بالطريقة المستقيمة التي أنتم عليها، وكانوا يظنون أنهم على دين مستقيم، والمثلي تأنيث الأمثل. وأما ابن عباس قال: بطريقتكم المثلى أي: الرجال الأشراف.
وقال قتادة: أراد به بني إسرائيل، وكانوا أهل يسار (وعزة).
فقالوا: يريدان أن يذهبا بهؤلاء. والعرب تقول: هؤلاء طريقة القوم أي: أشرافهم.
ومنهم من قال: معناه أهل طريقتكم المثلى.
وقوله: * (فأجمعوا كيدكم) وقرئ بالوصل: ' فاجمعوا '. أما قوله: * (فأجمعوا) بالقطع فمعناه: العزيمة والإحكام. قال الأزهري: تقديره: اعزموا كلكم على كيده مجتمعين له، ولا تختلفوا فيختل أمركم. وأما قوله: ' فاجمعوا ' بالوصل، معناه: جيئوا بكل كيد لكم؛ لتعارضوا موسى.
وقوله: * (ثم ائتوا صفا) قال أبو عبيدة: مصطفين، وقال غيره: الصف هو
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»