* (رب اشرح لي صدري (25) ويسر لي أمري (26) واحلل عقدة من لساني (27) يفقهوا قولي (28) واجعل لي وزيرا من أهلي (29) هارون أخي (30) اشدد به أزري (31) وأشركه في أمري (32) كي نسبحك كثيرا (33) ونذكرك كثيرا (34) إنك) * * قوله: * (واحلل عقدة من لساني) قال أهل التفسير: كانت على لسان موسى عقدة من أخذه الجمر، ووضعه إياه في فمه، وسببه أن امرأة فرعون جاءت بموسى إلى فرعون، فوضعته في حجره، فأخذ بلحية فرعون، وفي رواية: لطم وجه فرعون لطمة، فغضب فرعون، وقال: هذا هو عدوي، وأراد أن يقتله، فقالت امرأة فرعون: إنه صبي، لا يعقل ولا يميز، وهو لا يميز بين الجوهر والجمر، فدعي له بطبق من جمر، وطبق من جوهر، فأخذ الجمر، ووضعه في فيه، فاحترق لسانه، وصارت عليه عقدة. وذكر بعضهم: أنه أراد أن يأخذ الجوهر، فصرف جبريل يده إلى الجمر.
وقوله: * (يفقهوا قولي) أي: يفهموا قولي.
* (واجع لي لي وزيرا من أهلي) الوزير من يؤازرك على الشئ، أي: يعينك، ويتحمل عنك بعض ثقله، ووزير الأمير من يتحمل عنه بعض ما عليه.
وقوله: * (هارون أخي) كان هارون أكبر منه بأربع سنين، فكان أفصح منه لسانا، وأجمل منه وجها، وأوسم وأبيض، وكان موسى أدم، أقنى جعدا.
وقوله * (اشدد به أزري) أي: قو به ظهري، ويقال: إنه لم يكن أحد على أخيه أسعد ولأخيه أنفع من موسى لهارون.
وقوله: * (وأشركه في أمري) أي: النبوة وأداء الرسالة.
وقوله: * (كي نسبحك كثيرا) أي: نصلي لك كثيرا.
* (ونذكرك كثيرا) نتعاون على ذكرك.
* (إنك كنت بنا بصيرا) أي: خبيرا عليما.