* (وقد خاب من افترى (61) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى (62) قالوا إن) * * وقوله: * (ويلكم لا تفتروا علي كذبا) أي: لا تختلقوا على الله كذبا، معناه: لا تكذبوا على الله.
وقوله: * (فيسحتكم بعذاب) بنصب الياء، وقرئ: ' فيسحتكم ' برفع الياء، ومعناه: الاستئصال أي: يستأصلكم بالعذاب، قال الفرزدق شعرا:
(وعض زمان يا بن مروان لم يدع * من المال إلا مسحتا أو مجلف) وفرق بعضهم بين الرفع والفتح؛ فقال: هو بالنصب أن لا يبقى شيء، وبالرفع أن يبقى بقية، والأصح أن لا فرق. وقيل: فيسحتكم، أي: (شهد) لكم.
وقوله: * (وقد خاب من افترى) أي: خسر وهلك من افترى.
قوله تعالى: * (فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى) قال قتادة: هذا ينصرف إلى السحرة، وإسرارهم النجوى أنهم قالوا: إن كان ما يأتي به موسى سحرا، فسنغلبه، وإن غلبنا فله أمر، وروي أنهم قالوا: إن غلبنا اتبعناه.
قوله تعالى: * (قالوا إن هذان لساحران) اعلم أن هذه الآية مشكلة في العربية، وفيها ثلاث قراءات:
قرأ أبو عمرو: ' إن هذين لساحران '، وقرأ حفص: ' إن هذان لساحران '، وقرأ الباقون: ' إن هذان لساحران '.
أما قراءة أبي عمرو: فهي المستقيمة على ظاهر العربية، وزعم أبو عمرو أن ' هذان ' غلط من الكاتب في المصحف.